المقالات

الفساد الاداري.. ارهاب رقم 1

989 20:40:00 2008-08-30

( بقلم : علاء الموسوي )

يكاد يكون الإرهاب المفهوم الأكثر تداولاً في الأدبيات السياسية والإعلامية والفكرية لدى الشأن العراقي. هذا لان الأمر يستحق ذلك، فالإرهاب يأكل بأجساد أبناء شعبنا، ويقتل الناس على الهوية، ويذبح الصغار والكبار ولا يستثني أحدا. الإرهاب سيبقى لمئة عام قادمة الأكثر رسوخا في أدبياتنا نحن العراقيين، وربما سنتذكره كما يتذكر اليابانيون هيروشيما ونكازاكي والقنبلة الذرية. الإرهاب أكبــر وأعظم من إعصار تسونامي وريتا وكاترينا، وأبلغ أثراً من زلازل وفيضانات المسيسبي في الولايات المتحدة. وحين نقول بأن الإرهاب مفهوم مدمر وآفة خطيرة وسيف مشهر فوق رقاب العراقيين، فذلك بسبب ما يفعله الإرهابيون بالابرياء من ابناء شعبنا ، سواء كان ذلك في السوق ام في المدرسة ام بأستهدافهم لقواتنا الامنية الباسلة. لكن ماذا عن إرهاب الفكر وإرهاب الفساد؟.

لماذا لا تعمل حكومتنا الموقرة على تأصيله في المدارس والمساجد والجامعات كما عملت وتعمل في الإعلام والصحف وتصريحات قادة السلطات الثلاث على تأصيل كراهية الإرهاب الدموي. إذا كان الإرهاب يستهدف رقاب المواطنين وحياة الأطفال والشيوخ والنساء والشباب والمتاجر والأسواق وكل شيء، فإرهاب الفساد يستهدف تحويل العراق وطناً لأبناء الذوات، ويوسع الفجوة ما بين الناس ويؤسس لطبقية فاحشة لم يسبق أن تعرف عليها كارل ماركس في رأس المال، ولافيورباخ في أصول الماركسية. المعاناة التي يعيشها المواطن العراقي هي بحد ذاتها ارهاب بحق الانسانية، بل هي جرم لايمكن التغاضي عنه، في الوقت الذي بات الكل يأمل بحياة سعيدة تعوض عن الام السنين وجراحه في العقود الثلاثة الماضية التي عاشها العراق، املاً في اليوم الذي ترفع عنه المظلومية والحرمان.

لانريد ان نذكر الاحصائيات للاموال التي سلبت من ثروات وخيرات العراق من صفقات مشبوهة ووثائق مالية مزورة، لان هذا من وظيفة الحكومة المنتخبة التي حملها الله والشعب المسؤولية في حماية البلد وثرواته من السلب والنهب. بقدر ما نذكر حكومتنا الموقرة من ان القضاء على الارهاب جذريا في العراق يكمن في التصدي للارهاب الاقتصادي والمالي في مفاصل الدولة والذي يشكل دعامة الارهاب الحقيقي لهذا البلد، وعليه فالجبهة الحقيقية في المواجهة، هي معرفة الخلل الواضح في الواقع الاقتصادي والسياسي بأسرع وقت ممكن، خوفا من تفاقم ازدياد حالات التذمر في الشارع العراقي والتي هي احدى الغايات التي يحاول الارهاب من الوصول اليها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2008-08-31
ما دامت السنة 2008 سنة الاعمار ومكافحة الفساد لماذا لايكون هنالك موقع خاص لمكتب المفتش العام او مجلس القضاء الاعلى او اي سلطة قضائية تستقبل فيه الشكاوى وتقوم بالتحري والمتابعة لتخليص الناس من كابوس الفساد . وسؤال اطرحه على لجنة النزاهة الموقرة هل ان الفساد الذي تحاربون هو مالي واداري فقط ام ان الفساد الفكري والاخلاقي ايضا هذا هو السؤال فهل من مجيب الله اعلم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك