المقالات

فصاحة آية الله مقتدى الصدر

2369 00:53:00 2008-09-05

( بقلم : د. سناء الحربي )

أتاحت الانترنت فرصة وافية لجميع ذوي الرغبة في مزاولة فن الكتابة .. و الفن بطبعه مادة للتطفل و جاذب بطلاوته و حلاوته لبعض الحشرات الصغيرة طائرة و زاحفة و متقافزة .. و الكتابة فن لا ترقى إليه الفنون و تتكل عليه كما ليس كاتكاله عليها . و شان أي فن إبداعي لا مناص من توفر صاحبه و مدّعيه على مقومات و أدوات في العرض و التعبير و المقاربة . نعثر بمقالات و كتابات لأسماء تخرج عن العد و الحصر و كلها تدعي و تشهر لافتة شخصية كونها صاحبة قلم و لها أسلوبها و طريقتها في البيان و التعبير . و لكن لأدنى المعنيين بشؤون الكتابة أن يخلصوا بسهولة للتمييز بين الركيك المبتذل و الرصين المبدَع .. ما له فرصة تأكيد معنى أن يكون المرء كاتبا و ما له أن يوطد قناعة التطفل و العبث بشيء لا يعني صاحبه من قريب أو من بعيد .

و بما أننا نكتب باللغة العربية هذه التي لها قواعدها الصارمة التي يصعب التنازل عنها و لها جمالها و أساليبها القومية التي تأبى أن يتلاعب بها المتلاعبون و يعبث بها العابثون فإن من الواجب أن نحترم خصوصية لغتنا و ألا نتجاوز عليها إلى الحد الذي يصيبها يعاهات مستديمة لا سيما أن هذا النوع من العاهات و التشوهات وليدة تواطؤ أصحاب اللغة أنفسهم و سخريتهم بها و تهاونهم بقواعدها و أساليبها . سخر بعض هؤلاء الذين يطعنون بنصالهم يوميا لغتنا الجميلة من مقالات سابقة لي تناولت فيها أخطاء نحوية و لغوية للبعض ممن يدعون أنهم كتاب بل و مبدعون لا يشق لهم غبار .. بالطبع لست في وارد الدعوة إلى الكتابة بلغة الجاهليين و لا العودة إلى اصطحاب المعاجم و القواميس لكتابة مقالة أو قصة أو حتى نص شعري ، بل هي مراعاة لأدنى ما يجب الالتزام به من ضرورات الإعراب و الصيغ السليمة في العربية . أما الأخطاء الشائعة فهي قد أصبحت شيئا سائغا و كما يقال خطأ مستعمل غير من صحيح مهمل . إلا أن ما يكثر من عورات لغوية و نحوية هي من قبيل الفاحش و القاتل مما لا يجدر إتيانه من قبل من يكتب بالعربية عارضا نفسه كاتبا و مزاولا لفن الكتابة بشتى أجناسها .

و مما له علاقة بالموضوع هو أن مقتدى الصدر قبل شهرين أو أكثر نشر بيانا و اعترض عليه أحدهم و بالتحديد على مفردة ( توخوا ) التي وردت في البيان فهب السيد راسم المرواني مستشار الصدر الثقافي لتدبيج مقالته التي أقسم فيها بـ " العباس أبو فاضل " حسب ما جاء هناك أن ما كتبه مقتدى هو " توقوا " و ليس " توخوا " و ذلك بالطبع للتدليل على مقدرة مقتدى و ثقافته اللغوية و سعة علمه و حصانته بل و عصمته من أخطاء كهذه . و ليكون القارئ على بينة واضحة أدعوه قبل الاستمرار بقراءة المقال الانتقال إلى مقال المرواني على الرابط الأتي : http://www.kitabat.com/i40476.htm

ثم العودة لتكملة المقال . إذن لننتقل إلى بيان مقتدى الصدر الأخير و لنرَ أن الرجل الذي يسعى إلى نيل الاجتهاد في غضون خمسة أعوام يجهل أمورا غاية في البساطة لا يجدر بطالب صغير جهلُها فكيف بجهبذ همام سيجترح واحدة من عجائب الدهر حيث الحصول على الاجتهاد و خلال خمسة أعوام و لعلم من لا يعلم فإن مرتبة الاجتهاد هي مرتبة علمية في الحوزة الشيعية تشبه إلى حد ما درجة الدكتوراه .. فيما يلي سقطات فاضحة جاءت في بيان مقتدى أترك الحكم فيها للقارئ ليحكم على سطحية ثقافة الرجل و بالمناسبة فلا مجال هنا للحديث عن أية درجة من التسامح و التهاون لأن عالم الفقه يعتبر عِلْمَي النحو و اللغة من أهم ما يستند إليه في تحليل النصوص التشريعية و الاستدلال على الحكم و استنباطه من مداركه المعلومة . قال مقتدى الصدر : فلندعو من على منابرنا و الصواب حذف الواو و القول : فلندعُ من على منابرنا قال مقتدى أيضا : فلندعو الله بصوت واحد نفس الخطأ و الصواب فلندعُ وقال أيضا : فيعاهد كل عراقي ربه بأن لا يعتدي و الصواب أن لا يعتدي بدون حرف الجر الباء وقال أيضا : و أن يكون دم العراقي و ماله و عرضه محرم عليه و الصواب محرما عليه .. بالنصب لا الرفع خبرا للفعل الناقصوقال أيضا : وحسب فهمي فان العراقي و الصواب ترك الفاء في هذا الموضع . وقال أيضا : بظهور الحق المطلق ليملئ و الصواب ليملأ حيث الهمزة على كرسي الألف لا الياء وقال أيضا : ثم أدعوا الشعب العراقي و الصواب ثم أدعو الشعب بدون الألف لإسناده لضمير المتكلم وهو مفرد . وقال أيضا : وشاءت اعتزال و الصواب و شاءت اعتزالا وقال : وعيش في رفاه و الصواب وعيشا في رفاه كونه معطوفا على سابقه وقال أيضا : ودعوت الرب سرا و ليال و الصواب إثبات ياء ليالي ، فاللفظ المنقوص لا تحذف ياؤه إلا في الرفع و الجر .وقال : واجعل الكل مطيعا و منيب و الصواب : مطيعا و منيبا بالنصب

أما أبياته الأخيرة فأغلب صدورها مختلة في بنائها العروضي بالإضافة إلى أنها نظم سقيم لا أعرف كيف وجد السيد مقتدى الجرأة على نشره .. نترك الحديث عنها كي لا يقال أنها مبالغة في ملاحقة سقطاته و ليس هناك من لا يخطئ و لكن من المؤكد أن ليست كهذه الأخطاء الشنيعة التي نأمل ألا يقول السيد المرواني أنها مجرد أخطاء مطبعية لأنه اعتذار فيه ما فيه مما يعد ستره أهون الشرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكاظمي
2008-09-08
مجرم هو وزمرته الجبانه المتعطشين للدماء فأنا ضحيه ايضاّ من ضحايا هذا المعتوه البربري فزمرته عذبتني مجرد اني كنت ذاهب الى دوامي الرسمي فأمسكوا بي بدعوى الطائفيه الى ان تم اثبات اني شيعي اسكن الكاظميه فرموني من السياره مقيد اليدين ومعصب العينين في الشارع بعد الساعه التاسعه مساءاّ الله لاينطيهم العافيه والله انشاء الله يلعنهم دنيا وآخره بحق قائم آل محمد فأدعوا من منبر براثا ان ينشر كل من كان ضحيه لهم ولم يقتلوه قصته ليعرف العالم هذا المنغولي الأبله
حيدر
2008-09-05
احلفكم بالعباس تنشورا تعليقيز يروح يصدّق الخبر ويكول انا اية الله شيخلصنه فهذا المعتوه يجب يتأدب ويتحاكم على جرائمه انا ضحيه من ضحاياه فقد قامت زمرة الخوارج من اتباع الشيطان اللعين بقتل ابي لانه رد عليهم عندما سبّوا اية الله السيستاني في الشارع وامام الناس والشهود بالعشرات فقاموا بصلب والدي على عمود الكهرباء وقاموا بتعذيبه وسب المراجع وسب الموالين للمرجعية وانا عذبوني بعد ان فقدت اعصابي ولم استطع ان ارى والدي يقتل بالطريقة البشعة التي رأيتها بنفسي!! أين القضاء؟ اين الدولة؟ أين المرجعية؟
Mahmoud Al-shimmary
2008-09-05
انه لنموذج سيء لرجل الدين الشيعي ولذلك هو محبوب ومرغوب في اوساط الركيكين أمثاله مثل المجرم العتيد حارث الضاري وبعض افراد العصابة البعثية التي يشترك معها بالكثير من الصفات السيئة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك