المقالات

مذكرات مليشياوي سابق – الحلقة الثانية

1334 12:31:00 2008-09-06

( بقلم : أحمد مجبل العراقي )

كان صباح مدينة الصدر كغيره من الصباحات التي تفتتحه الدوريات الأمريكية بوابل من القصف و الإطلاقات يمينا و شمالا آنذاك قبل أن تنتقل هواية الافتتاح النارية إلى المساءات المظلمة . اتصل بي الشيح ( م. الطائي ) و قال أن لدينا واجب من المكتب و علي المسارعة بالذهاب إلى مكان حدده بشكل غير دقيق . كنت أظن أننا سنقوم بمقاومة إحدى هذه الدوريات التي على الأرجح أنها جاءت لاعتقال بعض الأخوة في الجيش . و لكن تبين لي خلاف ذلك بعد أن وجدت المجموعة التي أنتمي إليها وهم يفكرون بانهماك كيف يمكن اقتحام العمارة .. سألت أية عمارة ؟ فقال لي أحدهم العمارة بقرب الساحة التي يوجد فيها دكان الحلاقة الشهير العائد لأحد عناصر جيش المهدي .

كنا نحمل قاذفات يدوية و أسلحة خفيفة و عني فلم يتغير سلاحي كانت بندقية الكلاشنكوف العائدة لأخي هي سلاحي الوحيد و أما العتاد فقد تم تزويدي بثلاثة مخازن في تلك المهمة . اقتربنا بسيارات عائدة لشيوخ في المكتب و مباشرة قمنا باقتحام العمارة . لم يجر تنفيذ أية خطة من الخطط التي اجتهد كل واحد من عناصر المجموعة بإلقائها على الآخرين .. و الحقيقة أن القضية لم تكن بحاجة إلى خطة فالمطلوب هو تصفية أحد عناصر الجيش قيل أنه ينتمي إلى ما يسمى الفرقة القذرة و السائد أن أغلب هؤلاء هم إما من عناصر مخابرات صدام و اغلبهم سلفيون طائفيون أو من المجرمين الذين تم إطلاق سراحهم من السجون قبل الحرب . ارتقينا سلمين و أصبحنا بمواجهة شقة الشخص المطلوب ، أحد عناصر المجموعة و اسمه طاهر سار إلى الأمام عدة خطوات ثم طفق يركض ليركل الباب بشدة و لكن لم يفتح و هنا شعر الجميع أنهم في نص المعمعة التي بدأت فانهالوا بالركل جميعا و كنت بالطبع واحدا منهم على الباب إلى أن تم فتحه .. لحظة اقتحام المنزل كانت تشبه بالنسبة لي مشهدا من مشاهد الأكشن الأمريكي .

كان واضحا على أصحاب البيت أنهم أثرياء قياسا لحال أغلب العوائل و الأسر في المنطقة ، و كان بمقدوري أن ألمح صورة السيد آية الله علي السيستاني معلقة على الجدار المقابل لباب الشقة . بقيت مشدوها و استولى علي خوف رهيب بينما سارع بعض من كان معي إلى الانتشار في أجزاء الشقة ، و أخيرا سمعت عدد من الإطلاقات النارية و على أثرها خرج الشيخ الطائي وهو يطقطق بإصبعه و قد عرفت فيما بعد أنها الإشارة المعتادة له التي تعني نجاح العملية . عدنا دون أن يعترضنا معترض فحتى دورية الشرطة التي كانت قريبة من المكان بقي أفرادها يتأملون منظر دخولنا و خروجنا دون أي سؤال أو اعتراض . في طريق العودة سألت شاب صغير كان يجلس إلى جانبي عمن هذا الذي قتلناه ؟ فأجاب أنه يعمل في الفرقة القذرة . فقلت و لكن رأيت صورة السيد السيستاني . فصمت و لم يجب و اكتفى بنظرة لم أعرف معناها .

 أعترف أنني في تلك اللحظات كنتُ ابحث عن المبررات التي تقنعني بما قمنا به و بصحته و شرعيته و أقوى هذه المبررات التي سقتها لنفسي هو ان من قتل الرجل الذي حتى لم أره هو الشيخ فهل يخطئ الشيخ و يقتل بدون سبب ؟ مستحيل و هذا المبرر هو الذي بررت به الكثير من الجرائم التي ارتكبها بعض الشيوخ في جيش المهدي بل و قام بها أفراد المجاميع التي عملت معها . و هنا ليس دفاعا عن نفسي أقول أنني طيلة عامين لم أقم بقتل شخص أبدا و الله على ما أقول شهيد . حادثة كنتُ فيها قريبا من قتل أحد الأبرياء سأقصها في حلقة قادمة و هي لا تخلو من الطرافة .

أحمد العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد العطواني
2008-09-06
الله يخليك ليش انت الا تقتل بيدك انت مشترك بالقتل وتعامل شرعا كقاتل
بنت المرجعية
2008-09-06
السلام عليكم :اقول للملشياوي غفر الله لك هل ضميرك مرتاح الان وانت وتقول لم اقتل احدا الا تعلم ان الجيش الذي جمع لقتل الحسين (ع)في جهنم مع العلم انهم لم يقاتلوا كلهم وانما السبب في سوء عاقبتهم هي كثرة السواد لصالح جيش يزيد وارعاب النساء والاطفال .وانت غير معذور لأنك التقيت بمقتدى ورأيت جهله وعدم اهليته .فكف عن كتابة بطولاتك لاننا اولا نعرفها كلها ولا داعي لازعاجنا وثانيا بدورنا كعراقيين متضررين منكم لن نسامحكم فقد اوصلتم العراق الى وضع مأساوي. ارجو نشر تعليقي ففي القلب قذى وفي الحلق شجى .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك