المقالات

مذكرات مليشياوي سابق – الحلقة الثالثة

1418 17:44:00 2008-09-08

( بقلم : أحمد مجبل العراقي )

كان بائع السجائر أبو علاوي شخصا مهذبا و سمحا ، لا انتماء سياسي له و هو كثيرا ما ينتقد الحكومة و لنقل أن جنيته و جنية السيد الجعفري خاصة ، دون أن أعرف ما هو السبب الذي يجعله يكره إبراهيم الجعفري إلى كل ذلك الحد .  و كان كثير الحماسة في محبة و ولاء السيد السيستاني ، وحين سمع مرة أن الجعفري قد قام بزيارة السيد في النجف الأشرف رفض تصديق الخبر و قال أنها دعاية لا أكثر فالسيد السيستاني لن يقابل الجعفري .. المقابلة جرت على حد قوله بالإعلام فقط و الجعفري تراه قد زار الإمام علي و من ثم مقتدى و وجدها مناسبة لكي يدعي أنه زار أيضا السيد ..!

كان أبو علي أو أبو علاوي كما هو اللقب الرائج له يظهر امتعاضا من جيش المهدي و لكنه يكتفي بتغيير ملامح وجهه كلما مروا أمامه بسياراتهم و قذائفهم و أسلحتهم الأخرى .. كنتُ أرى ذلك و أسمع تعليقاته الصامتة قبل أن أنتمي إلى جيش المهدي و لكن بعد انتمائي إليه على أثر انفجار تلك المفخخة في شارعنا لم أقف عند جمبر أبو علاوي بل حتى أنني لم اشتري منه علبة جكاير واحدة ربما لأنني كنت أحمل موقفا منه و انطباعا عن رفضه للتيار و للجيش بل و للسيد مقتدى أيضا .

 ذات يوم سمعت أن وسام أو بالأحرى شيخ وسام قد تشاجر مع أبو علاوي و أن المسكين قد أوسع ضربا من قبل أتباع شيخ وسام و حمل إلى بيته من قبل بعض الشباب في المنطقة .. لم يعرف أحد السبب و لم يقل أبو علاوي شيئا لأقرب مقربيه و اكتفى بترديد أن الشيخ و جماعته " متعافين ، الله يـ ... " بعد التحاقي بالجيش " جيش المهدي " تبين لي عن طريق البعض أن الرجل كان قد انتقد سيد مقتدى شخصيا .. شخصيا .. وهذه جريمة كبرى يحاسب عليها قانون مدينة الصدر آنذاك .. و لكن الشيء الذي استغربته أن الكلام الذي ينسب إليه كلام مؤثر و سب و شتم و طعن لم أصدق أنه يصدر من رجل فقير الحال ضعيف لا ظهر له يحميه في مدينة تائهة لا قانون فيها و لا حتى سنينة عشائرية ... فالحكم لنا و لأسلحتنا و لشيوخنا ..و لهذا فالأغرب أن يكتفي و خاصة الشيخ وسام الذي يؤمن بأن السيد مقتدى رجل معصوم بما يسميها العصمة الثانوية المكتسبة قد اكتفى بضرب أبو علاوي دون قتله كما فعلها مع غيره .. على أية حال صدقت ما قيل و داخلني حقد كبير على ذلك الرجل الذي يكبر أبي بعشرة أعوام أو أكثر ..

وفي يوم من الأيام وبعد مناوشة دامت لساعة أو أكثر مع دورية أمريكية على أطراف المدينة و أنا في طريق عودتي إلى منزلي بعد ترك سلاحي في بيت أحد عناصر المجموعة رأيت أبو علاوي في الطريق و إذا به يسمعني كلمات استهزاء و سخرية ، التفت إليه و هددته بأسلوب بدأ أقرب إلى المزاح و لكن الصلافة التي رأيتها أو بعبارة أدق شعرت بها جعلتني أكرر له التهديد و لكن بكلمات و أسلوب آخر .. اذكر أنني تمنيت لو كان سلاحي معي لأفرغت في رأسه رصاصة أو رصاصتين و تركت رأسه غارقا في بركة من الدم على ذلك الرصيف الذي كان خاليا إلا من ظلينا أنا و هو ..

حين دخلت منزلي كنت فائرا متعصبا و فكرت بالخروج مرة أخرى لجلب السلاح و بعض أصدقائي و اقتحام بيت هذا الرجل الخبيث . لكنني لم افعل ذلك و شاءت الصدف و أنا أجلس مع عائلتي لتناول الغداء أن يطرق أحد أخوتي الصغار موضوع أبو علاوي فأخبرنا أن أثنين من أخوته قتلوا اليوم في بغداد الجديدة و يقال أن الجيش " جيش المهدي " هو الذي قتلهما بعد أن تلاسنا مع أحد أعضاء الجيش و يقال أنهما سبوا و شتموا و قيل أنهما يعملان مخبرين سريين للأمريكان .

في تلك اللحظة أدركت لماذا كان الرجل على غير طبيعته و متوترا و عصبيا و كان يرتعش من رأسه إلى قدميه . شعرت بشيء من الخجل مع نفسي و ربما التمست له العذر . بعد أسبوع وجدته في الطريق و سلمت عليه فرد " و عليكم السلام عمي .. " و لم يزد شيئا .

ملاحظة أخيرة : أبو علاوي و اسمه ساجد دخيل وجدت جثته في القطاع 67 بعد أن اعتقلته مجموعة من جيش المهدي يقودها الشيخ وسام و تم تصفيته هناك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو باقر
2008-09-09
الى اوباش القائد سؤال يطرح نفسه هل المسكين ابو علاوي واخوته في النار ؟طبعا جوابكم لا بدون المكابرة اذن فابشروا بنار وقودها الناس والحجارة . وبقي ان اقول مارايناه وسمعنا به لادهى مما قرانا وابو علاوي رجل ولكن ماذنب استاذة واختها وهي تقول لهم اخوان ايه نعم اخوان ابعدوا هاوناتكم عن بيتنا لان الطائرات تقتلنا ونحن بنات ليس عندنا احد سوى زوج المدرسة الذي هو في البصرة فجاءوا لهن ليلا وقتلوهن مما حدى بالزوج ان يرمي بنفسه من جسر الهولندي لما راى من هول المصيبة فهذا هو الجيش العقائدي من تف عليه.الناصرية
صباح المالكي
2008-09-09
مهما تكلم ومهما قال فان الجرائم اكبر وافضع من الكلام والاقوال فهي اقرب للاهوال . لابارك الله فيهم
عقيل
2008-09-08
استمر رحمك الله وغفر لك كي يطلع الناس على جرائم هؤلاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك