المقالات

وزير الكهرباء يهنئ ويُفطر الشعب العراقي

1617 18:54:00 2008-09-10

( بقلم : مهند حبيب السماوي )

يعرف اغلب المشتغلين في مهنة الكتابة حقيقة مفادها أن هنالك بعض من الموضوعات والقضايا ممن يقف الكاتب أمامها كثيراً حينما يحاول الكتابة والتعرض لها، وربما يتوقف في أثناء كتابة المقال هنا وهناك قبل أن يصل إلى خاتمة موضوعه، ناهيك عن صعوبة الدخول وإيجاد الشرارة الأولى التي منها ينطلق لكتابة المقال.

وفي موضوع الكهرباء شعرت بهذا الشيء ربما أكثر من أي مقال أخر تعرضت له في حياتي، فمالذي ممكن أقوله عن مأساة الكهرباء وكارثتها في العراق؟ ومالذي يمكن أن أقدمه للمواطن العراقي الذي يرزح تحت الظلام والحر في صيف العراق اللاهب ؟  بل ومالفائدة من كتابة مقال بسيط حول موضوع الكهرباء في العراق وأداء وزيرها كريم وحيد؟ وهل يمكن أن يؤثر مقال في وضع الكهرباء بالعراق؟

وهنا أتساءل من هو المسؤول الفعلي عن هذا التردي الواضح في وضع الكهرباء بالعراق؟ هل هو النظام السابق، كما يقول البعض ويتذرع به هرباً من المسؤولية، أم أنها الحكومة الحالية ممثلة برئيس وزرائها السيد نوري المالكي، أم أنه البرلمان العراقي الذي يلتزم الصمت المطبق إزاء أداء وزير الكهرباء كريم وحيد، ولربما كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي رشحت السيد وحيد لهذا المنصب، أم أن المسؤول عن تردي الكهرباء هو وزيرها التكنوقراطي المستقل كما يدعونه...

في هذه المرحلة، وعلى الرغم من عشرات المقالات التي تُكتب حول الكهرباء، إلا أن ما أثارني في هذا الصدد عنوانين مهمين ..الأول عبارة عن إعلان نشره السيد وزير الكهرباء في احد الصحف العراقية بحجم الصفحة الكاملة يهنئ فيه الشعب العراقي بحلول شهر رمضان ...و أقول بارك الله فيه ! ، إلا أن العنوان الثاني الذي نشرته وكالة الصحافة العراقية- بغداد - 05/09/2008 أفاد بأن "آلاف العراقيين افطروا بسبب انقطاع الكهرباء وسوء الخدمات وموجة الحر وشح مياه الشرب"، حيث جاء في تفاصيل الخبر:

"لم يتمكن كثير من النساء والاطفال والشيوخ العراقيين من الصمود امام موجات الحر اللاهب التي اجتاحت بغداد ومدن العراق، فقرر غالبيتهم عدم الاستمرار بالصيام "........ والسبب واضح وهو "إصاباتهم المرضية التي اشعلها في اجسادهم انعدام الطاقة الكهربائية وسط اجواء تعدت خمسين درجة حرارة مئوية، إضافة إلى نقص حاد في المياه، كان يستخدمها العراقيون لتبريد اجسادهم من حر الصيف بصب اواني المياه الصافي لتحدي عطش الصوم ". ويشير التقرير إلى أن "آلاف وربما عشرات الالاف من العراقيين وخلال الايام الأولى من رمضان لم يتمكنوا من مقاومة لهاث الصيف "خصوصا قد "ظل انقطاع الكهرباء يستمر لاكثر من عشرين ساعة يوميا في المناطق التي يقال انها تنعم بالكهرباء فيما هناك مناطق اخرى قد لاترى الكهرباء لايام عديدة "

من الناحية العامة فان "الناس يتهمون الحكومة سواء وزارات المواراد المائية او وزارة الكهرباء او امانة العاصمة والبلديات ، ، في كل ما يحصل " اما من على وجه الخصوص فنرى مثلا ان شيخا عجوز قد قال بأن الحكومة ورداءة الخدمات كانت سببا في افطاره وهي المرة الاولى التي لم ينتظم فيه بصيام شهر رمضان من اكثر من ستين عاما ، ويقول ان هذا حال بعض افراد عائلته الذين سقط بعضهم مغشيا عليه بسب الحر وانقطاع الكهرباء ، ولم يكمل صومه ، فيما ما زالت الوعود بتحسين الخدمات مستمرة دون توقف مع تصريحات بدت مخجلة لكثرة تكرارها. ويخلص كاتب التقرير إلى القول "إذا كان العنف قد سرق بهجة رمضان من العراقيين خلال العاميين الماضيين، فان ما سرق بهجة الشهر الفضيل هذا العام نقص الخدمات وتردي الاحوال الجوية، التي فشلت الحكومة في تجاوزها، فأفشلت إصرار الكثير على الصوم، ولسان حالهم يقول (ربنا لا تؤاخذنا)".

إنها حقاً لسخرية من سخريات القدر ان يقدم السيد وزير الكهرباء المحترم تهنئة للعراقيين بحلول شهر رمضان وينشر اعلاناً بذلك، وهو لا يعلم بأن العراقيين لا يشعرون بحلول الشهر الفضيل و(مستلك جدهم من الحر) بسبب إفطار الآلاف منهم في بلاد الانبياء والاولياء !!

مهند حبيب السماوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2008-09-12
لقد مللنا الكلام مع وزير اللاكهرباء 00 والذي اصبح احساسه عديم بعدم وزارتة000 لكن ينبغي علينا ان نلتفت الى البرلمان 00 النائم000 الغافي00 الخدران00 الذي لايملك اي اراده فقط التفكير بالاجازات والسفر وبعضهم عمل في شركة الشفط واللفط العراقية الخاصة ببعض المسؤؤلين الذين لايملكون ((الذمة والضمير)) ولاالوطنية او الانتماء الديني الحقيقي 00 اما اللحى والمسبحة فهذة ادوات نصب00 لااكثر00 مع احترامي لسادتي ومشايخي الاجلاء الذين اعطوا للقضية همهم الاوفر ونحن نلمس هذا جيدا
حيدر المالكي
2008-09-11
وزير الكهرباء لايرحم ولايخلي رحمة الله تنزل واحد من اثنين اما متآمر على العراق او كل شي مايفهم لانه يرفض اي فكرة تؤدي الى بناء محطات كهربائية عملاقة والله توجد مولدات عملاقة عملاقة عملاقة في المانيا وقلت لوزير الكهرباء واستهزء بكلامي وقال لي روح بابه امنيلك هالحجي وصاح بصوت عليّ بشكل غير مؤدب كما هي اخلاقة التعبانة وهز بايده وراسه ودار وجه وراح وانه عندي صور بايدي للمحطات وخلال ثلاثة اشهر ممكن بنائها في بغداد وبقية المحافظات وانا مستعد التعاو ن مع من يريد ينقذ العراقيين من الظلام!!
dhiya
2008-09-11
الا لعنة الله على القوم الظالمين انا لله وانا اليه راجعون و لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك