المقالات

العراق الجديد .. الخصوصيات والمعالم

1063 16:18:00 2008-09-16

( بقلم : عبد الجبار كريم )

منذ الاطاحة بنظام صدام ، والغاء الدولة العراقية بمؤسساتها السابقة ، سمعنا وقرانا الكثير ولازلنا نجد اطنانا من الكتابات والاحاديث عن شكل العراق الجديد ، ليس من قبل العراقيين وحدهم وانما من قبل العالم ، حيث ان العراق لم يعد مسالة محلية او اقليمية بقدر ماهي مسالة تمس جوهر الاوضاع الدولية من زوايا عدة لسنا الان بصدد الخوض فيها ، وانما احاول ان استوحي من خلال قراءتي لمختلف جوانب المشهد العراقي شكل الدولة العراقية ، والمسارات التي ستتخذها او ينبغي ان تتخذها في اطار تلمس قادة العراق الجدد لموقع هذا البلد في اطار الخارطة السياسية التي يراد رسمها للمنطقة ، ومن ثم تحديد سلسلة الاولويات التي ينبغي ان تكون واضحة للجميع .من خلال مجمل ماحدث ويحدث ويمكن ان يحدث في المستقبل اجد ان العراق الجديد يجب ان يبنى على اساس شعب يريد ان يعيش لنفسه ، بعيدا عن الشعارات الديمغوجية التي دائما ارجعت العراق الى المربع الاول ، وابعدته عن بناء وضع مستقر ، نتيجة لعوامل شتى ومعقدة .

العراق الجديد عراق مسالم ولايريد استعداء احد ، ولا ان يتخذ ساحة للعدوان على أي طرف ، ولعله سيبقى لعقود من الزمن بعيدا عن تطلعات سياسية خارج حدوده كما كان عليه من قبل ، وربما يجد في نفسه الان ان قوته يكمن في ضعفه ، وليس في استشعاره بقوة واهمة كانت دائما تقمع من الاصدقاء والاعداء ولكن عبر اساليب متعددة وذكية . العراق الجديد عراق البناء والمشاريع الصناعية والاقتصادية والتقدم العلمي ، ولامجال للشعارات البراقة ، ومشاريع التحرير الفضفاضة التي لاتبصر ابعد من مواقع الاقدام ، واجد مشاريع اعادة تسليح العراق باسلحة متطورة اقحام للعراق في ذات المشاكل التي عانى منها العراقيون طيلة قرون من الزمن .

العراق الجديد عراق برغماتي ليبرالي ، ليس من المهم لديه ان كان القط اسودا او ابيضا بقدر مايهمه ان يصطاد الفاْر ، وهو _ أي العراق _ لايحتاج ان توضع السمكة جاهزة في فمه ، ولاحتى ان يعلم كيفية صيد السمك ، وانما يحتاج فقط السماح له بالصيد ، وهذا امر مشروط بمعرفة الصياد ماله وماعليه ، وبتعبير اخر ان يعرف العراقيون مايريدونه بالفعل بعيدا عن الاوهام والافكار الهلامية التي لاتزال تعشعش في مخيلة بعض القادة العراقيين ولم يتعلموا من دروس الماضي القريب ، ولاحتى من دروس مابعد الغاء الدولة العراقية السابقة التي كانت مكرسة اساسا على ابقاء الفتنة مشتعلة في العراق ، وحتى مشروع الدولة الحالي ايضا يمكن ان ينقلب ضد مطامح وامال الانسان العراقي فيما لو يتم استغلاله بشكل صحيح وعقلاني ، ومالثمن الباهظ الذي تم دفعه خلال السنوات القليلة الماضية الا جزءا من الثمن الذي كان ولابد ان يدفع للعبور الى المرحلة التي وصلنا اليها الان ، وعلينا ان نتامل الدرس ونستوعبه جيدا لكي لايتعاظم الثمن ، ولاتطول المدة اللازمة للوصول الى شاطئ الامن والسلام ، وليس من المبالغة ان قلت ان العراق تقدم في غضون السنوات القليلة الماضية عقودا الى الامام كمنجز حضاري ، عندما تم توفير بعض الاجواء التي استكملت باصرار الشعب العراقي على بلوغ مبتغاه بالحياة الديمقراطية ولو بتوفير الياتها على الاقل في رحلة الالف ميل .. لقد خرج العراق من شرنقته التاريخية او على الاقل في طريقه للخروج ، ولانستطيع ان نكون اكثر صراحة من هذا خشية ان يساء للمفهوم من خلال التمسك ببعض المصاديق التي فيها الكثير من الكلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك