المقالات

مجالس الحزب الواحد

1042 12:47:00 2008-09-20

( بقلم : علاء الموسوي )

مازالت حكومة المالكي تتعثر في اختيار خطواتها السليمة وفق منهج القانون واحترام الدستور والثوابت السياسية التي نشأت نتيجة التحالفات التوافقية لاخراج العراق من محنه التي لازمته طيلة السنوات الخمس الماضية، والظاهر ان من اهم اسباب هذا التعثر هو الاتكاز على رؤية الحزب الواحد، لاسيما في رؤاه الشمولية الذي يتميز به حزب الدعوة (الحزب الحاكم) عن غيره من الاحزاب الاخرى، والدليل على ذلك ما اختلقه الحزب من مشاكل جمة مع الاخوة الكرد في الرئاسة السابقة للجعفري، والذي استمر الحال الى يومنا هذا من قبل السيد المالكي، حيث الخلاف والتصعيد السياسي عنوان رئيس في شفافية الحكومة المناطة بحزب الدعوة. الاكثرية الساحقة من الشعب يتهمون الائتلاف العراقي الموحد عن اسباب تعثر حكومة المالكي في الخدمات والامن والمصالحة السياسية، فضلا عن تحميله الاسباب وراء استفحال ازمة انعدام الثقة بين الاطراف الحاكمة في البلاد سياسيا.

الا ان الحقيقة المغيبة عن تلك الاغلبية هي انفراد حزب الدعوة في قراراته التنفيذية والسياسية،على الرغم من وجود مرجعية سياسية مناطة بزعامة الائتلاف من قبل المجلس الاعلى، والذي يقع على عاتقه رسم السياسة العريضة لعمل الحكومة عبر مؤازرتها في انشاء تحالفات توافقية بين الاطراف السياسية في البلاد من اجل بناء حكومة وحدة وطنية يشترك فيها الجميع ولاينفرد فيها رؤى وافكار الحزب الحاكم المتسلط على رقاب الناس. وهذا ما لايلتزم به الحزب الحاكم او يتعثر فيه من قبل الدعوة المتفرقة الى ملل ونحل.

 بالامس اختلقت حكومة المالكي فكرة انشاء مجالس اسناد في المحافظات الآمنة، تحت ذريعة الحفاظ على المكاسب الامنية فيها، وربط هذا المجهود الامني بادارة الحكومة نفسها، في الوقت الذي تعارض فيه اغلبية محافظاتنا الامنة لهذه المجالس غير الشرعية والقانونية، وفي ظل معارضة سياسية عارمة من قبل زعامة الائتلاف والاطراف السياسية الاخرى، نجد التزمت من قبل الحكومة وصل الى حد يثير الريبة والشكوك حول الدوافع الرئيسة لانشاء هذه المجالس، والتي تؤكد طموح حزب الدعوة (الحاكم) الى تأسي مجالس انتخابية تروج لاهداف الحزب الواحد في ظل الصراع الانتخابي، وليس الحفاظ على هيبة الحكومة ودعم قوتها العسكرية ومكاسبها الامنية. والا ما الذي يبرر وجود مجالس عشائرية لها من الصلاحيات التنفيذية خارج سلطة الحكومة المحلية في الوقت الراهن ونحن مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات؟؟... فضلا عن مخالفتها للدستور والقانون جملة وتفصيلا؟.

 بقاء اسس التفكير الفئوي والحزبي واستفحاله في طبيعة حكومة المالكي، سيدخل العراق في مغبة الصراعات السياسية ذات الطرف الواحد، وسيجعل من التواصل السياسي بين الاطراف الفاعلة في حكومة الوحدة الوطنية مهددة بالانهيار والتلاشي في ظل فكرة الشمولية التي لم تجلب للعراق غير الحروب والخراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.علاء الزهيري
2008-09-20
ان طبقة المستشاريين المنتمين للحزب يتملقون مع الاسف للسيد رئيس الوزراء ولا ينصحونه . فمثلا هم لم ينصحوه بتغيير طريقته في مخاطبة الجماهير في ملف الخدمات والخراب الهائل في هذا الملف من كهرباء الى تجارة الى نفط . طريقته في مخاطبة الجماهير في هذا الملف تعتمد على سمفونية اصبحت مملولة وهي القول (اننا ورثنا تركة هائلة من النظام السابق واستلمنا بلدا مخرّبا بالكامل) .كما لا ينصحونه بالتخلي عن المشروع الحزبوي في مجالس الاسناد وصرف اموال الايتام على هذا المشروع الذاتي البعيد عن التقوى والنزاهة .
د.علاء الزهيري
2008-09-20
وهذا ما يفسَر تمسّك حزب الدعوة ورئيس الوزراءبعدو الشعب وزير الكهرباء الى حد الان رغم ان المجلس الاعلى لايريده ويعتبره مخربا فاسدا .. لكن الشعب لا يعرف سوى ان الائتلاف يتحمل المسؤولية ..وبالتالي فلابد على الاقل ان يعلن المجلس الاعلى برائته من وزير الكهرباء .. أقول (براءة) لكيلا تبقى الناس تحمّل زعامة الائتلاف مسؤولية ذلك .. لابد ان يتبرأ المجلس من وزير الكهرباء كما يتبرأ الان من مجالس الاسناد حتى يعرف الشعب ان الاخوة في حزب الدعوة والاستاذ المالكي هم من تقع عليهم المسؤولية في ذلك ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك