المقالات

همسة .. سيداتي آنساتي

1146 16:49:00 2008-09-21

( بقلم : المحامي جعفر يوسف مرتضى- كربلاء المقدسة)

سيداتي ... آنساتي ..تحرص الواحدة منكن على أناقة ملبسها ومنزلها، وليس في ذلك ضير لأن الله جميل يحب الجمال.. ولكن الضير أن تنسى المرأة أجلّ وأجمل أنواع الأناقة، تلك هي أناقة الروح

سيداتي آنساتي ..وأناقة الروح ليست سلعة تباع في المتاجر والحوانيت أو رحيقا تستحلبه لنا النحلة من الأزاهير، ولن تجدها المرأة إلا بعد أن تمارس رياضة روحية مع نفسها ساعية إليها، مع استعداد منها للاستجابة الواعية، فتجعل من الثرثرة الفارغة علما ومعرفة وعملا.. ولن تلغي القوانين الوضعية ما أفسده الدهر في النفوس إلا بتلك الاستجابة الواعية والترفع عن صغائر الأمور. وتطالبكن المجتمعات بأن ترفد الواحدة لمجتمعها مواطنا، زكياً بروحه محباً لوطنه، ولن يكون بمقدورك فعل ذلك وأداء الرسالة التربوية إلا إذا سبقت ابنك ذلك في الفعل، فالمجتمعات قد ضاقت بعارضات الأزياء، وأخذ الناس يتلمسون بين صفوف المجتمع المرأة الفاضلة الساعية إلى أناقة نفسها وروحها قبل جسدها.. فكم من سيدة أو آنسة يسرّ منظرها الأعين وكم من ذات صدر يبدو جميلا ودوداً حتى إذا تحدثت وجدنا أن رأسها ليس إلا جمجمة فارغة من المعارف وأن صدرها مفعم بالسوء والغيرة نحو الآخرين.

وأقولها – بقناعة الجازم- أن مجتمعاتنا فيها الكثير من السيدات والأوانس ممن ينطبق عليهن ما أسلفت، والمرأة نصف المجتمع- فكيف ننهض بمجتمعاتنا من الخمول باتجاه النهوض ونصفه بهذا الحال؟!

أقول: أيها السيدات والأوانس.. لن ننهض بمجتمعاتنا إلا عندما تعتني الواحدة منكن بعقلها أكثر من جسدها، وأن تعشق رنين ساعات العمل أكثر من عشقها لرنين الذهب.. وأن تسعى إلى دخان المصانع قبل سعيها للبحث عن العطور.. ولنا في سيدة نساء العالمين الصدّيقة فاطمة الزهراء (ع) أسوة حسنة، فقد كانت تدير الرحى بيد وتداعب مهد الحسين (ع) برجلها وتتلو القرآن بلسانها وتفسره بعقلها وبعينها تبكي من خشية الله.. ذلك الأنموذج الرائع للمرأة التي تريد أن تبني مجتمعاً فاضلا ينشده الجميع على اختلاف مشاربه وأذواقه.

سيداتي .. آنساتي..لتقف الواحدة منكن أمام نفسها أكثر من وقفتها أمام المرآة.. وأن تعتمد الوداعة مكان التصنّع.. والحب بدل الغيرة.. والعمل قبل الكسل.مع الإعتذار لكل من قرأت هذه السطور فاعتقدت أن الكلام قد شملها .. أيها السيدات والأوانس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك