المقالات

اين نحن من الامام علي؟

1788 16:27:00 2008-09-22

( بقلم : علاء الموسوي )

العدل والمساواة والتسامح والمحبة والحكمة........ عشرات المناقب والصفات الحميدة التي يمكن لنا نحن المحبون لهذا الرجل العظيم، ان نستشفها من حياته وسيرته العطرة والمباركة، لنتمثل بها في بيتنا ومع اهلينا ومحبينا وفي مجتمعنا، سواء كنا مرؤوسين او مترأسين لمناصب في المجتمع والدولة. تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ابي الحسن الامام علي (عليه السلام)، الامر الذي يوجب علينا كمسلمين بالدرجة الاساس، وكعراقيين بالخصوص ، ان نقف عند محطات حياة هذا الرجل العظيم، ونستلهم من سيرته المباركة الدروس والعبر لنقوم بها حالنا، ونكشف عيوبنا ، لاسيما ونحن المنادون بامامة علي (ع) في الدنيا والاخرة ، وان اتباعه هم الوارثين للارض بدولة يعز بها الاسلام واهله، ويذل بها النفاق واهله. لنأخذ مثلا اشراف الامام (ع) على امور رعيته، ومتابعته الدقيقة لمفاصل حكمه للبلاد الاسلامية، على الرغم من كثرة اعدائه ومبغضيه.

 اذ ان تلك النماذج الخيرة من الرجال الذين عينهم الامام (ع) ولاة وموظفين، وان كانوا في مستوى لائق في الفكر والعمل والقدرة الادارية والقيادية، فإن الإمام علي (ع) قد زودهم بخطط هادية ومناهج راشدة، يهتدون بها في حياتهم العملية، وفي علاقاتهم مع مختلف قطاعات الامة التي يباشرون قيادتها. فهو يلزم ولاته بالنصح لعباد الله، وإشاعة العدل بينهم، ومعاملتهم باللين والحب، والتجاوز عن كل مظاهر الاستعلاء التي يغري بها المنصب غالبا، والحيلولة دون تأثير ذوي النفوذ الاجتماعي في مسيرة العدالة الاسلامية على حساب القطاعات الاجتماعية الاخرى، ونحو ذلك من مستلزمات إشاعة العدل وإقامة الحق بين الناس. ومن نافلة القول أن نشير إلى أن الإمام (ع) على الرغم من اهتمامه بانتفاء العناصر الأكفاء والورعة، فإنه كان يحرص على الإحاطة بأساليبهم في معاملة الامة من خلال مراكزهم القيادية باستعانته بجهاز من الرقباء والعيون ليرى مدى طاعة الولاة وتنفيذهم لقواعد العدالة الاسلامية، فإذا بدأ من احدهم خطأ اوتقصير، بادر الإمام إلى تقويم سلوكه بالوسائل التربوية تارة، وبالتهديد او بالعزل إذا لزم الأمر تارة اخرى.

 ومن نماذج وسائله تلك : انه بلغه عثمان بن حنيف (رض) واليه على البصرة دعاه بعض شخصيات أهل البصرة إلى مأدبة، فخشي الإمام (ع) أن تستميله تلك الوسائل أو سواها فينحرف عن خط العدالة الاسلامية المرسوم له، فيميل في احكامه أو يجوز في قضائه ومعاملته للامة، فكتب إليه كتابا جاء فيه: ((اما بعد.. يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، وما ايقنت بطيب وجوهه فنل منه . الا و إن لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضي‏ء بنور علمه، الا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، الا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد)).

اين نحن من تلك الوصايا العظيمة؟؟ اين حكومتنا الموقرة من تلك التوجيهات القيمة لاقامة دول العدل والمساوة؟؟. كم من المحافل والحفلات والموائد التي اقامها رجال الحكومة، طمعا منهم في استمالة ذلك ورغبة ذاك، والخوف من تأليب الرأي العام على تقصيرهم واسرافهم للمال العام. سؤال اوجهه لدولة رئيس الوزراء الاستاذ المالكي... كم عدد موائد الأطعام التي اقامها وزيري الكهرباء والتجارة ـ حصرا ـ مع الصحفيين والاعلاميين لاستمالتهم في تخفيف حدة تأليب الرأي العام عليهم ، في ظل الاستياء الشعبي تجاههم؟؟ وكم مقدار الاموال التي صرفت لعقد مؤتمرات وندوات تلميعية لصورتهم المشوهة عند الشعب؟؟، وماهو الدور الحقيقي الذي يلعبه مكتبيهم الاعلامي، وسط مافيا الاعلانات المروجة لاعمال الوزارة الوهمية؟؟.. مجرد اسئلة اضعها امام دولة رئيس الوزراء، في ذكرى استشهاد امام العدل والمساواة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الأطهار
2008-09-22
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي(1)، عن أحمد ابن زيد النيسابوري قال: حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبدالملك بن عمر عن اسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتج(2) الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وآله و جاء رجل باكيا وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء وأحوطهم(3) على رسول الله صلى الله عليه وآله وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا(4) وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا. قويت حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله إذ هم أصحابه، [و] كنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تضرع برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وصغر الفاسقين(5). فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا(6)، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، فاتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم قنوتا(7) وأقلهم كلاما، وأصوبهم نطقا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالامور. كنت والله يعسوبا للدين، أولا وآخرا: الاول حين تفرق الناس، والآخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ [ا] اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ أسرعوا، وأدركت أوتار ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا. كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا وحصنا، فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها، وأحرزت سوابقها، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخر(8). كنت كالجبل لا تحركه العواصف، وكنت كما قال: امن الناس في صحبتك وذات يدك، وكنت كما قال: ضعيفا في بدنك، قويا في امر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الارض، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز [ولا لاحد فيك مطمع] ولا لاحد عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم فيما فعلت، وقد نهج السبيل، وسهل العسير واطفئت النيران، واعتدل بك الدين، وقوي بك الاسلام، فظهر أمر الله ولو كره الكافرون، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاه، وسلمنا لله أمره، فوالله لم يصاب المسلمون بمثلك أبدا. كنت للمؤمنين كهفا وصحنا، وقنة راسيا(9)، وعلى الكافرين غلظة وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا أحرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى وبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم طلبوه فلم يصادفوه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك