المقالات

عملاء...جواسيس...خونة

1379 14:05:00 2008-09-23

( بقلم : علي الخياط )

ما هي الخيانة؟ومن يحدد الخائن وكيف وعلى أي مبدأ يعتمد في وصفه الخطير ؟هل هناك دلائل او اثباتات ،ام انها اتهامات تطلق جزافا وحسب الاهواء ،وهل للخيانة تعريف واحد متفق عليه ؟ يبدو هذا السؤال غريبا ، فالناس البسطاء الذين توجههم فطرتهم يعرفون للخيانة معنى واحدا لا يحيدون عنه قيد أنملة. فالأبيض عندهم لا يمكن أن يسمونه بعكس ما يرونه و الأسود أيضا لا يمكن أن يتجمل و يصبح سيد الألوان مهما حكي عن جماله و حلاوته و قدرته على الافتان،طوال ما يزيد عن الخمس سنوات ظهرت مصطلحات الخيانة في كل خلاف او عدم توافق في الراي و كأنها مصطلح عادي، أضحت الخيانة وجهة نظر و مصطلح يمكن نقاشه تبعا للظروف التي تحصل فيها، رغم كل ذلك فان الخيانة ظلت في أذهان البسطاء منا و كأنها ترفض أن يتغير اسمها أو تتغير صفتها. انها شيء مغروس في الفطرة لا يمكن أبدا تغييره أو حتى تبديله.

كثر الحديث عن التوجهات العملائية لسياسيين ونواب ومثقفين عراقيين وطوحّت بهم التصنيفات والامزجة ذات اليمين وذات الشمال.. وتركز الجدال حول من العميل ،ومن بالضد من ذلك ومن يحمل الروح الوطنية ويدافع عنها في مواجهة من ارتمى في الاحضان العمالة الاجنبية؟وجرى الحراك لجهة تصوير الشيعة وسياسييهم وحتى علمائهم بوصفهم عملاء تابعين لأيران ،ولم يسلم من ذلك حتى السيد (السيستاني) حيث القدحُ والتجريح بالنسب والاسم والمنطقة وتم هذا مع تجاهل صارخ لحقيقة تاريخية تمثلت في ان غالب فقهاء المسلمين هم من اصول (فارسية)،تزعموا فيما بعد ابرز المذاهب الدينية في الاسلام.. وبرز التعاطي الشرس في مراحل من الصراع الموجه لفئة اجتماعية ودينية كبرى تعيش في بلدان عربية تباينت حكوماتها في طريقة تعاطيها مع ابناء تلك الطائفة ،من التهميش والاقصاء كما جرى في بلدان مثل العراق على يد نظام الطاغية( صدام حسين) ،والسعودية ذات الحكم العائلي . الى المعاملة المعتدلة في بلدان مثل عمان والبحرين والكويت ولبنان وسوريا..

وواحدة من صور التعامل السيء مع الاحداث والقضايا تمثلت في الجدلية التي اثارها المدعو( مثال الالوسي )الذي زار (اللقيطة) اسرائيل.. زيارة اسرائيل موضوعة في اجندة السيد الالوسي وقد تكررت لمرات ،وتزامنت مع احداث وقضايا دولية اقليمية في غاية الحساسية ،وكأن الرجل يؤدي دورا لاينحصر في مساحة محلية ،وقد اجاد بالفعل ،بالرغم من ان هذا الدور وتلك الزيارات جاءت بنتائج عكسية تحولت لصالح القوى المناهضة للمشروع الامريكي في المنطقة وبالخصوص (ايران) التي تقود تحالفا دوليا يمتد من منطقة الشرق الاوسط مرورا بأسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وصولا الى القارة الامريكية الجنوبية حيث المثلث الكوبي البوليفي الفنزويلي.. ولعل من اهم مايركز عليه الالوسي في تصريحاته ،يتمثل في تشويه سمعة القوى السياسية الشيعية او مايسميه (اهل العمايم) ونعتهم بالعملاء لأيران التي تجب محاربتها لأنها تتدخل في الشان العراقي (وهو امر يقع في مسؤولية الحكومة الوطنية) وليس من الاشخاص والجهات الممولة من قبل السعودية والامارات وسوريا واليمن وليبيا ،والمخابرات الاسرائيلية والامريكية.. وهذا يعني ان عمالة (اهل العمايم) لو صحت ، فهي اشرف من عمالة الالوسي وبقية الاحزاب (الجهادية) التي تشارك في العملية السياسية وتدعم الارهاب في وقت واحد.. يمكن تبريرالتواصل مع بلد مسلم جار ،تربط العراق به اواصر الثقافة والدين.. ولكن ماهي مبررات العلاقة والعمالة لأسرائيل وامريكا ،واذا كنا نبرر للالوسي او البزاز او اي سياسي من جماعة التوافق والاحزاب الاخرى ، صلتهم بالسعودية والامارات ومصر ، وجلبهم للاموال الطائلة منها. باعتبارها دول عربية مسلمة.. فأننا لايمكن بأي شكل من الاشكال ان نبرر العلاقة مع اسرائيل (اللقيطة) التي استولت على ارض شعب يعتنق وينتمي لذات الدين والمذهب والقومية التي يؤمن بها الالوسي والبزاز وجبهة التوافق وسواها من الحركات والاحزاب التي ترقص رقص القرود وهي تشهر بالشيعة وقياداتهم الوطنية والشريفة..

وفجأة يتحول هادي العامري وعبد الكريم العنزي الى عملاء لمجرد انهما قالا للالوسي :يا اخي ليس من مصلحة البلاد ولا العباد ان تزور اسرائيل ،التي احتلت الارض وهتكت العرض.. اليس من العدل ان نقول: ان الالوسي خان ابناء جلدته حين والى عدوهم .ولم يلتفت لقوله تعالى (ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار).. اصبح واضحا الان حجم وشكل العمالة. فأما ان يكون جميع العراقيين موزعين في خانة العمالة بين دول المنطقة.. او ان عمالة اشرف من اخرى ، او ان كل اشكال العمالة غير مقبولة ..ولم يثبت ابدا ان اعضاء الائتلاف الموحد عملاء لأيران.. فقط. اذا كان الذهاب الى ايران لزيارة مرقد الامام الرضا،وعلاج بعض امراض العيون او السياحة الدينية وسواها عمالة ،فثلاثة ارباع الشعب العراقي عملاء ،في حين لايعد من ينام في فنادق عمان والقاهرةولندن ،ويشتم الحكومة ويتآمر عليها وعلى الشعب العراقي عميلاً..! اعتقد ان القافلة يجب ان تسير ،القافلة انطلقت بعد سقوط نظام الكتاتورية وستستمر في رحلتها رغم نباح الكلاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2008-09-24
الالوسراي ضيع المشيتين مثل ما ضيعنهن علاوي انت الي انتخبوك كلهم شيعه ويزورون ايران بمعنى انت ولا صوت الك اذا هلمره شكم صوت وجاك من الشيعه المرة الجايه ايدك بيد علاوي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك