المقالات

نصفق او لا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية

1143 19:37:00 2008-09-23

( بقلم : خضير حسين السعداوي )

نصفق او لا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية قد لا أكون موفقا في اختيار هذا العنوان للموضوع إذ ما علاقة التصفيق بالمعاهدة العراقية الأمريكية ولكنا تعلمنا التصفيق منذ نعومة أظفارنا عندما يبدأ أطفالنا نكلمهم بالإشارة ونعلمهم قل ماما ...قل بابا... صفق .. واتقنا التصفيق أكثر في مدارسنا ففي التجمع الصباحي وعند رفع العلم من قبل التلاميذ نصفق كثيرا عندما ينتهي احد التلاميذ من قراءة قصيدة العلم

عش هكذا في علو أيها العلم فإننا بك بعد الله نعتصم

نصفق للعلم وهو يرفرف عاليا في سماء المدرسة رمزا لعزتنا وكرامة شعبنا واستقلالنا على الرغم من صغرنا إلا إننا نعرف إن هذه القطعة من القماش لها قدسية في نفوسنا ولا نعرف سر هذه القدسية كنا نصفق للتلميذ الشاطر عندما يأمرنا معلمنا بقوله (( صفقوا لفلان الشاطر)) وكم يسعد أولياء امورنا عندما نخبرهم إن المعلم أمر التلاميذ بالتصفيق لنا ...... التصفيق في متداولنا اليومي هو الإعجاب بشيء ولكي نعبر عن إعجابنا بهذا الشيء نصفق أو للتشجيع ، أو للحماسة ،أو طربا أحيانا وكلنا يتذكر السيدة أم كلثوم عندما تردد مقطعا تشتعل القاعة بالتصفيق ، أو الإعجاب بقصيدة حماسية أو غزلية نعبر عن شعورنا بالتصفيق .....

ودخل التصفيق عالم السياسة وأخذنا نصفق لحكامنا كرها أو طوعا حتى تقرحت أصابعنا... صفقنا لأتفه القرارات ولخطبهم البائسة عندما أرادوا أن يقنعوننا أن الهزيمة نصرا مؤزرا، أتذكر عام 1980 عندما ألغى صدام اتفاقية 1975صفق المجلس الوطني كثيرا لاتزال مسامعنا تتذكرها وهي بداية كارثة الحرب، وعندما عاد عام1990ليعلن قبولها بعد غزو الكويت صفق مجلسنا الوطني طويلا لهذا الانجاز الرائع ......ذلك زمان ولى إذ علمتنا المحن أن لا نصفق لأحد حتى لو جاء بالعجب...

عام 1972 صفقنا للاتفاقية الإستراتيجية بين العراق والاتحاد السوفيتي كرها أو طوعا والتي لم نجن منها شيء سوى أنها سلحت النظام الفاشي بأحدث الأسلحة السوفيتية وجعلته ترسانة عسكرية تنتظر مغامرا على شاكلة صدام ليشعل المنطة حروبا لا طائل منها ...أقول وطالما يثار ألان مسالة المفاوضات العراقية الأمريكية لعقد اتفاقية طويلة الأمد والتي بدا الإعلام المعادي للشعب العراقي يحذر منها.... وكأننا نريد أن نرتكب خطيئة لقد ولى الزمن الذي تفكرون وتقررون نيابة عنا ولم تعد هنالك إرادة شخص واحد إنها إرادة شعب....

ونقول لكم يا أخوتنا العرب إذا كنتم حريصون على الشعب العراقي فخلال محنة الخمس سنوات من الدمار والحرب الطائفية والسيارات المفخخة هذه الدروس علمتنا من العدو ومن الصديق وبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وإذا كانت لديكم نصائح وفروها لأنفسكم لقد امتلك الشعب العراقي ناصية القرار ولم يستطع رئيس جمهورية ولا رئيس وزراء أن ينفرد برأيه ليقرر عنا، لدينا وسائلنا الديمقراطية في الاختيار والرفض في القبول أو عدم القبول إذا كانت الاتفاقية فيها الخير للشعب العراقي في الاستقلال والبناء وعدم استخدام أراضينا لتهديد أو مهاجمة الغير ومعاملة الند للند فما هو السبب لرفضها بعد أن تمر على((فلاترنا)) المختلفة..... القوى الوطنية ... المرجعيات الدينية بأنواعها البرلمان الذي انتخبه الشعب إذا جاءت الموافقة من كل هذه الأطراف نكون مطمئنين على سلامة موقفنا ، نحن لسنا عدو لأحد بما فيهم الأمريكان.. هنالك مقولة للشيخ محمد عبده يقول فيها أنا أحب الغربيين علماء واكرههم مستعمرين إذا كانوا يتعاملون معنا كعلماء وخبراء لبناء البلد ومساعدتنا على تجاوز المحنة نقول لهم جئتم أهلا ونزلتم سهلا وإذا كانت الاتفاقية لترسيخ الاحتلال لا اعتقد أن أي فرد عراقي لديه الصبر أن تبقى القوات المحتلة مزيدا من الوقت

خضير السعداوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك