( بقلم : علي الخياط )
الموضة الرائجة منذ زوال نظام القناة الواحدة ، والجريدة الواحدة والاذاعة الواحدة . هي العمل على تأسيس فضائيات وصحف ومجلات واذاعات بعدد شعر راس احد المصابين للتو بداء الثعلب . وقد يقول قائل من المناصرين للزمن الزائل .. ان عدد القنوات التلفزيونية ، والصحف والمجلات والاذاعات ، ليس مرتبطا بالرقم واحد فهنالك عديد من تلك الوسائل التي كانت ترقص وتطبل وتزمجر للنظام ولراسه . وهذا صحيح ، ولكني قصدت الواحد المعنوي وليس المادي العددي ، فجميع صحف النظام ، تعمل لهدف وغاية واحدة ، وتمجد شخصا واحدا ، وتروج لنظام واحد ، وتسلك طريقا واحدا ، وتتبع منهجا واحدا وكذلك التلفزيون الرسمي ، وما تفرغ عنه من قناة ثانية ، وتلفزيون شباب واذاعة شباب واغاني شباب . وكذا الاذاعات الاخرى والمجلات الالف بائية والعشتارية البعض من الاعلاميين المخضرمين ، والذين اشتهروا بالاخراج التلفزيوني لمسلسلات وبرامج منوعة ثم تحولو الى صحفيين في تسعينات القرن المنصرم سايروا الموجة ، وبرغم انهم يقيمون في عواصم اخرى . وليس كلهم بهذا الوصف فأصحاب الملكية لقنوات مثل الشرقية والسومرية والبغدادية والديار وسواها يختلفون عن بعض ، وليس كلهم جمعوا صنوف الابداع ومنهم من اعتمد المال المقدم من جهات (الله وحده يعلمها) اضافة الى الراس الكبير.
وحديثي هنا عن السيد( فيصل الياسري )صاحب قناة الديار التي تعاني من هزال مستديم ، منذ تاسيسها والى الان ، مرتبط بالامكانيات المادية والتقنيات المحدودة ، وضعف الاداء لمنتسبها ، ولعله يحمد الله على وجود برنامج (افكار بلا اسوار) الذي يديره (عماد العبادي ) المقلد الشهير لرجل المخابرات السوري فيصل القاسم ، في حركاته وايماءاته ، وصياحه وسرقته لوقت الضيوف ضمن برنامجه ، الذي اعطى زخما للديار برغم ما فيها من متاعب .لا ادري لم لا يتحلى السيد الياسري بالشجاعة ، المعروف عن السادة انهم شجعان ويقرر زيادة الضخ ليسارع الاعلاميون ذوي الكفاءة للعمل في قناته بدلا من ان تظل هكذا كأنها معهد للتدريب التلفزيوني ، وبرواتب محدودة جدا ، ولا تلبي الطموح ، وحتى في برامج القناة فان الديار الوحيدة التي لا تمنح الضيوف مكافأت المشاركة في برامجها الحوارية .
ولذلك صار (العبادي) يعتمد علاقاته الشخصية وتوسلاته العاطفية ليغري السياسيين والاعلاميين والمتخصصين بالمشاركة ولو لمرة واحدة كل شهرين او ثلاثة في برنامجه المثير للاعصاب وللسخرية احيانا ، وكم من مرة صارحني هذا الاستاذ او ذاك بانه لا يرغب الظهور على شاشة الديار لانها (لا تورق) حسب تعبيره .. وليست مثل الحرة او الحرية وحتى البغدادية والسومرية والفيحاء والفرات ...الخ
بصراحة متناهية فالزميل (العبادي) على غير علم تماما برغبتي في التعبير عن رأي يجول في خاطري لكنه لا يعلم بما اريد كتابته ، لكني قد اغضبه بالقول .. ان العناوين الطويلة اسفل الشاشة او ما يسميه البعض (سبتايتل) لا تقدم تفردا في الصحافة المرئية او فتحا جديدا في الاعلام كما يحاول هو تصويره لبعض الصحفيين المتحالفين معه من امثال سيف الخياط او فلان او علان والذين اتفق معهم على الترويج لبرامجه او لقناته ، واود نصيحته بأن القناة الناجحة هي التي تعتمد حزمة برامج اخبارية وترفيهية ونوع من المسلسلات والافلام المؤثرة .. فهذه (السومرية) غلبت كل انتاج الشرقية الذي كلف مئات الاف الدولارات وقدمته في شهر رمضان دون ان تجهد كثيرا سوى انها عرضت مسلسلا كوميديا فاشلا لكنه يتلائم وذوق مواطنينا الاعزاء الذين نسي اغلبهم احتساء الشاي بعد الافطار بسبب (ماضي يا ماضي) ، دون ان انكر حقيقة ان السومرية ليست بالقناة ذات التاثير الجسيم على نفس المشاهد ، وحتى البغدادية التي قدمت سنوات النار وحصلت على تعاطف شريحة من المتابعين .
وربما يخفف من وطأة ذلك على صاحب الديار ، ان قناة مثل العراقية المدعومة بملايين الدولارات من الاموال العامة (اموال ولد الخايبة) من العراقيين لا تصل الى مستوى الديار ولا غيرها من قنوات الدرجة الثانية …وكان الله يحب المحسنين وعسى ان لا يشتمني عماد العبادي بلسانه الذي لايرحم …
https://telegram.me/buratha
