المقالات

الاهوار معقل الثوار و موطن الجمال وحظها التهميش والحرمان ..

1877 13:34:00 2008-10-07

بقلم شريف الشامي

الاهور تلك البقعه الجغرافيه التي تمتاز عن غيرها بكثير من المكونات وسواء كانت الطبيعيه منها اوالمكانيه بحيث تجد كل شي فيها يشير لعالم مختلف عن هذا العالم الذي نعيش فمع حفحفات سعفات النخيل وحركة المياه الجاريه التي تداعب مياهها نبات القصب والبردي وضوء القمر المتلائلا الذي يرسم صورة الابداع الالهي في موطن استراحة الطيور المهاجره الباحثه عن موطن الهدوء والسكينه والدفء المعطر بشذى الجنوب ورياحها الدافئه. يكون هناك الهدوء وعالم غير ذلك الذي نعيش بعيدا عن التعقيدات والروتين هنا عالما بذاتها .بحيث مامن شخص زارها الا وتولد لديه أ نطباع جميل عنها وعن سكانها يصفها الرحاله الانكليزي( منذ ثلاثين عاماً على مغادرة "ويلفرد تسيغر"، مكتشف الأهوار الأوروبي لها، وثلاثون عاماً بالضبط منذ أن أمضى فيها "كافن ماكسويل" عدة أسابيع في عام 1956، ألف كل منهما كتابا عن تجربته الشخصية،في كتابه هذا فيحاول وصف ما حدث لاحقاً: كيف أثرت التغيرات في العراق على عرب الأهوار، الذي يسكنون أجمل المناطق العراقية". "كافن يونع" يؤرخ في كتابه "العودة إلى الأهوار" تاريخ الأهوار العراقية سارداً تفاصيل رحلته إليها، مدققاً في حياة سكانها الاجتماعية والفردية، متطرقاً في وصفه إلى طبيعة الأهوار، وجمالها الأخاذ الذي أحس به فدونه كلمات تصف وأخرى تدافع عن حقوق وتصف معاناة. تفاصيل هامة يدونها المؤلف في كتابه هذا واصفاً تلك المنطقة، التي أصبحت بالنسبة له بلداً جديداً عاش فيه ومع أهله، الذين ارتبطا به بروابط أقوى من روابط الدم، إنها رابطة الصداقة، عن هؤلاء السكان وعن عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم يكتب "كافن يونع" بتأثر شديد، وبعاطفة وحب حملهُ لسكان الأهوار ولمنطقتهم الجميلة التي لا يعرف السكان الأصليون تاريخها، ولكنهم يعرفون الأصالة العربية وحسن الضيافة. عن هذا الشعب يكتب مدافعاً عن أصالتهم وعن حقوقهم التي أهدرتها الحرب العراقية الإيرانية، والحروب الصداميه التي احرقت كل شئ النبات والانسان وحتى المواشي وفي هذا الكتاب دعوة صادقة من بريطاني أصيل للحفاظ على منطقة الأهوار، وإدانة واضحة للمتسببين بتدميرها والجاهلين بقيمتها التاريخية والحضارية.يقول كافن يونغ في كتابه العوده الى الاهوار( أمضيت زمناً طويلاً في الأهوار في الخمسينات؛ ثم-بعد غياب دام عشرين عاماً تقريباً-ومنذ عام 1973 رجعت إلى هناك مرات عديدة متنقلاً، كما كنت من قبل، بالزوارق ومقيماً مع سكان الأهوار بالضبط كما يعيشون. لذا فالكتاب هو كتاب شخصي بالدرجة الأولى وأعتبره نوعاً من التخليد لأصدقائي عرب الأهوار. أنا لست عالماً متخصصاً أو مؤرخاً أو أنثروبولوجياً أو مختصاً بعلم الطيور أو أي علم آخر، ولكن توجد هنا فصول في التاريخ تتجاوز معركة البريطانيين والأتراك وظهور الإسلام وغزوات اليونانيين والفرس والمغول والآشوريين وغيرهم، إلى الأزمنة السومرية العريقة-بل حتى بداية الخليقة وكتابي هذا محاولة لوصف ما حدث في السنوات الأخيرة؛ كيف أثرت التغيرات في العراق على عرب الأهوار، الذين يقطنون أجمل المناطق، على الصعيدين الجماعي وفي غالب الأحيان الفردي).

انتهت هنا كلمات الكاتب وهو يتحدث عن تلك التجربه التي عاشها مع سكان الاهوار التجربه التي انطبع فيها الجانب الا نساني بدون اي تعقيدات بعيدا عن التزلف بل انه يتحدث عن واقع ذلك المكان وسحر تلك الطبيعه واسرار الوجود فيها . الاهوار وسكانها التي تعتبرمن المواطن الرطبه في العالم هذه البقعه الجغرافيه التي تنفرد عن غيرها في كثير من الامور الحياتيه انها كانت عصيه على الانظمه الاستبداديه التي تعاقبت على حكم العراق بحيث اصبحت الملجئ الامن لاحرار العراق وهم يقارعون سلطة النظام الصدامي . ان كل قصبه ونبتة بردي فيها تشهد على ذلك الاصرار في عدم الرضوخ لسلطة الطغيان وهي تحتضن ابنائها وتحميهم من جور العابثين والمتلاعبين بدم العراقيين فهل يعود لها من أ حتضنتم طوال فترة الصراع ولو الشئ اليسير . فهي مازالت تنتظر من ينصفها وينهض بها ويرد لها العرفان . عرفان سنوات التصدي والمواجهه ويضعها في مصاف غيرها . انها بحاجه لنهضه اقتصاديه وثقافيه واسباب النجاح فيها قائمه وبيئتها خصبه لذلك . الاتستحق التكريم واعادة اعمارها وفق متطلبات العصر .انها دعوه مخلصه لكل القائمين على الشان العراقي بالاستفاده من المقومات الموجود فيها واستغلال الثروات الطبيعيه واعادة بنائها على اساس حضاري وليس على اساس التهميش والحرمان و الاستخفاف بهذا المكون وتلك البيئه الغنيه بكل شئ . وفي المحصله النهائيه ان المستفيد هو الوطن والمواطن فلا يمكن ترك هذه الرقعه الجغرافيه دون ان نمد يد العون والمساعده الى اناس عاشوا ردحا من الزمن وهم يفتقدون ابسط مقومات العيش الكريم . فلو نتابعها من الناحيه الاقتصاديه وفق منهج اقتصادي علمي مدروس وقمنا بانشاء

تجمعات سكنيه واستفدنا من الموارد الطبيعيه المتواجده والسكان على سبيل المثال معمل لا نتاج الورق ، معمل لتعليب الاسماك ، معمل لأنتاج الالبان . مع العلم ان كل هذه الموارد موجوده ضمن تلك الرقعه. من الناحيه السياحيه في هذا الجانب هو تنشيط الحركه السياحيه من خلال انشاء عدد من المنتجعات السياحيه وجلب السواح الاجانب .و من الناحيه الزاعيه الاستفاد ه من طبيعه المناخ خاصة في زارعة الرز واشجار النخيل وزراعة المحاصيل التي تتلائم مع طبيعة البيئه هناك اضافه الى الثروه النفطيه شريان العراق التي لم يستفيد منها ابنائها الاا لحرمان والأ قصاء وا لتهميش بل كانت سببا في معاناتهم فهل نجد اليوم من يسمع هذه الكلمات ليقوم بتطبيقها على ارض الواقع في المحصله النهائيه هي رقي الوطن واهله . ان هذه الخيرات التي ينعم بها العراق لوكانت في احدى الدول لحولتها لقوى قتصاديه لا يمكن الأستهانه بها وتكون مصدر ولاعب مهم في القرارت الدوليه.فهل نخرج مما نحن فيه من حالة الانطواء والامبالاة ومن سياسة التهميش ونستفيد من كل شئ من اجل بناء هذا البلد المنكوب. قبل ايام قرات هذا الخبر عن الاهوار والخبر كما هو

" تعتزم الأمم المتحدة إدراج منطقة الاهوار العراقية على لائحة التراث العالمي.

وأعلن البرنامج البيئي في الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) في بيان مشترك الجمعة أن الخطة التي تمولها الحكومة الإيطالية تهدف لحماية الأهوار والحفاظ عليها.

وقال موقع الأمم المتحدة على الإنترنت "إن أهوار بلاد الرافدين التي تعرف أيضا بالهلال الخصيب كانت مركزا لثقافة ولتراث ثقافي فريد وكان يعيش فيها سكان أصليون يعرفون باسم عرب الأهوار".

ووضع البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة خطة لإعادة تشجير منطقة الاهوار وتأهيلها، وذلك برصد مبلغ 14 مليون دولار أميركي لهذا الغرض في العام 2004 وبدعم من صندوق العراق التابع للمنظمة الدولية.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج أشيم شنايتر إن الدروس المستفادة من برنامج إصلاح الأهوار تتخطى حدود العراق، موضحا أن مشاريع مشابهة قد تطبق في أنحاء كثيرة من العالم.

وتعمل المنظمتان التابعتان للأمم المتحدة الآن مع السلطات العراقية من أجل إدراج الأهوار على اللائحة العالمية للتراث، وتوقعت اليونيسكو أن تدرج هذه المنطقة على اللائحة بحلول العام 2011. وكان العراق قد لجأ إلى تجفيف الأهوار خلال تسعينيات القرن الماضي ومطلع العقد الحالي.

وبحلول العام 2002 تقلصت مساحة الأهوار من حوالي 9000 مربع إلى نحو 760 كيلومترا مربعا، ما دفع البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة للتحذير من أن الأهوار قد تختفي نهائيا خلال خمس سنوات ما لم تتخذ خطوات عاجلة لإنقاذها هذا الخبر كما هو مع العلم انه ا شار لتجفيف الاهوار دون ان يذكر النظام الصدامي المقبور واسباب التجفيف وهي التي لايمكن اخفائها انها معقل الثوار وبوابة النصر والعصيان وان اهلها دفعوا ثمن معارضتهم وأحتضانهم المعارضين . لياتي السوال اين مشاريع اعادة الاهوار وأين تذهب تلك الاموال الطائله ومن المسئول عن ذلك. فاذا كنت الامم المتحده تفكر ان تضعها على لائحة التراث العالمي فمتى نحن نضعها على لانحة التراث الانساني . لكنها برغم كل الضروف تبقى موطن الجمال ومنبع الكرم والضيافه وتبقى ملهمه لكل من احبها وعرف حقيقتها تفوح بعطرها مع كل كلمة شاعر وحرف اديب وأهزوجة شيخ انها عالم غير ذلك العالم الكاذب ببساطتها وبساطة اهلها انها بحق عطاء لاينبض تغرب الشمس وتشرق وهي كماهي تنتطر بعيون اهلها من يرفع الحرمان عنهم ويعود ولو القليل القليل اليها .

بقلم شريف الشامي اذاعة صوت العراق الجديد امريكا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك