المقالات

الإتفاقية العراقية الأمريكية بين القبول والرفض

974 12:03:00 2008-10-19

( بقلم : كفاح الحسيني )

كثر الحديث وإحتدم الجدل في الأسابيع والأيام الأخيرة عن الإتفاقية المزمع توقيعها بين العراق وأمريكا ، وسائل الإعلام بمختلف مشاربها وتوجهاتها أدخلت القضية كعادتها في صخبها الإعلامي ،القوى السياسية بمختلف أطيافها أخذت تدلو بدلوها بين مؤيد ورافض ومتحفظ على المسّودة ا الأخيرة للإتفاقية التي وضعها دولة رئيس الوزراء على طاولة البحث والنقاش في أروقة المجلس السياسي للأمن الوطني بعد أن تداول بشأنها مع المرجعية الدينية في النجف الأشرف .

المواقف والأصوات الرافضة لهذه الإتفاقية بنت مواقفها على مجّرد تسريبات وتوقّعات في ظل عدم جهوزية الصيغة النهائية التي تزال موضع نقاش داخل أروقة مؤسسات الدولة والقيادات السياسية .

الرافضون لتوقيع هذه الإتفاقية أدخلوا القضية في بورصة الشعارات والمزايدة على وطنية الآخرين في وقت لم تستنفذ فيه بعد كل الأطر والقنوات القانونية التي يجب أن تمّر عبرها الإتفاقية لتحضى بالقبول والمصادقة أو الرفض . لا أدري لما هذا التسّرع والإستعجال من قبل الرافضين أليس من المفروض التروّي والإنتظار حتى تصل الإتفاقية الى مجلس النوّاب العراقي لتتم قراءتها ومناقشتها على مرأى ومسامع الشعب العراقي ليكون على بيّنة من أمره وهو صاحب الكلمة الفصل سّيما وإن هنالك توجه ومطالبة بأن تعرض على الشعب العراقي للإستفتاء حتى لو صادق عليها البرلمان.

هل وصل بنا الأمر للطعن والتشكيك بوطنية أعضاء مجلس النواب والمزايدة عليهم وهم أعضاء إنتخبهم الشعب وأئتمنهم على حاضره ومستقبله ، هل سيجرأ مجلس النواب على تمرير الإتفاقية إذا كانت مجحفة للعراق وفيها ما ينتهك سيادته الوطنية ؟ ألم يكن موقف المرجع السيد علي السيستاني واضحا ومحددا عندما زاره وتباحث معه رئيس الوزراء فأوكل الأمر لمجلس النواب بإعتباره السلطة والمؤسسة التشريعية في البلاد والممثل المباشر لأبناء الشعب العراقي .

إنني أعتقد بأن على الحكومة العراقية والقوى السياسية الوطنية المخلصة والحريصة على العراق حاضره ومستقبله بذل المزيد من الجهد لمخاطبة الشارع العراقي وطمأنته بأن لا أحد مستعد من بينها أن يوّقع على إتفاقية تنتهك فيها حقوق العراقيين وينتقص فيها من سيادة بلدهم وتسلب من خلالها إرادتهم .

الأمر لايزال ضبابي ولم يكشف النقاب عن الكثير من بنود هذه الإتفاقية بل لم يتم الحديث عن المنافع والفوائد ، الأضرار والتداعيات التي سيجنيها ويتحمّلها العراق من هذه الإتفاقية في حال إبرامها ، لأن أية إتفاقية متوازنة تقوم بألأساس على تبادل المنافع والمصالح بين طرفي الإتفاق .

إن آلية التواصل المباشر مع الشعب العراقي ومنحه فرصة التعبير عن رأيه بشأن هكذا قضية مصيرية تشكل ضمانة أساسية وصمام أمان للجميع وإذا ما حصل الإجماع الوطني على إبرام هكذا إتفاقية ، عندها يجب إحترام هذا الخيار الوطني للأغلبية كما يجب إحترام وجهة نظر الرافضين ومنحهم الفرصة للتعبير عن رأيهم بشكل حضاري وبحرّية تامة بعيدا عن صخب الشعارات والحماس المفرط والتوظيّف المسيء للأخرين والتيل من سمعتهم والطعن بمصداقيتهم .

أما إذا لم تحضى الإتفاقية بقبول العراقيين فالكل مطالبون وعبر حوار وطنّي صادق وبنّاء بالبحث عن السبل الكفيلة لإنهاء تواجد القوات الأجنبية على أراضينا وإخراج العراق من البند السابع وإعادة سيادته الوطنية وسيطرته على أمواله ، فالوقت ليس وقت المزايدات والتسقيط والتخوين ، إنما وقت تدعيم الجبهة الداخلية ، تعزيز سبل التعايش والعيش المشترك بيك كافة مكونات الشعب العراقي ، وقت البحث عن مصالح البلاد والعباد بعيدا عن إدخال الأمر في حسابات ومصالح إقليمية ودولية فهذا الشأن هو شأن عراقي أولا وثانيا وثالثا لأن مصلحة العراق وشعبه فوق كل المصالح والإعتبارات .

ثقتنا كبيرة وعالية بمرجعياتنا الدينية ( صمام الأمان )و بالوطنيين المخلصين من قياداتنا وقوانا السياسية التي تعمل على بناء العراق الجديد العراق الحر المستقل العادل القوي بشعبه ودستوره ومؤسساته .

كفاح الحسينيصحفي وإعلامي عراقي - هولندا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوبرير
2008-10-20
الامر شائك ولا شك اوراق عديدة بيد المالكي وورقة قوية بيد الامريكان فالمالكي حفظه الله معه الشعب بمؤسساته والمرجعية والامريكي معه الفصل السابع! نعم لممارسة كل الضغوط على المحتل فالعراق يمر بالساعة صفر بين بقاء المحتل ورحيله! بينما يمر بوش بمرحلة عدم التوازن وقد اشرف على نهايته! والعراقيون وخاصة شيعة ال البيت (ع) مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة! ليس هناك مجال للنيل من احد في هذه المرحلة ولا للتخوين ولا للابتزاز ولا للمزايدات! عندكم صمام الامان فارجعوا اليه لن تضلوا!!
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-10-19
اخي الكاتب المشكلة هي ليست بالاتفاقية وانما هنالك عدم ثقة موجودة بين الجانب الامريكي والشعب العراقي فالتحرير تحول الى احتلال اما الشركات الامنية فلا يعرف اي احد من المسؤول عليها واحس حل هو تاجيل الاتفاقية الى مابعد الانتخابات الامريكية ان الاتفاقات الاقتصادية والثقافية والامنية افضل من بناء قواعد لماذ نعسكر العراق مرة اخرى هل الذي حدث علينا قليل من عسكرت المجتمع والعسكر في وقت المقبور لماذا لا نكون مثل سويسرا لا اتفاقات عسكرية ولا قواعد ان المانيا لحد الان موجود فيها 240 قنبلة ذرية نحن نريد سلام
محمد
2008-10-19
هذا ماعرفناه وسمعناه عن سعي اطراف عربية وشخصيات خليجية ثرية وطائفية في لندن وعواصم غربية وبالذات عند الدوائر المخابراتية عند عدم التوقيع الاتفاقية وهذه امنيتهم وباختصار سيعيدون العراق تحت والوصاية الدولية بمعنى ان العراق مازال خطر على العالم ويصبح تسليح العراق والاستيراد والتصدير والطيران تحت المراقبة الدولية وهذه الورقة الاخيرة سيلعبونها لجعل اتباع اهل البيت تحت السيطرة \نرجو الانتباه وبعيد عن الشعارات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك