المقالات

قناة الفيحاء العراقية.. تتعرض الى مجزرة حقيقية

2456 21:54:00 2006-10-10

( بقلم : محمد الوادي )

تعرضت امس قناة الفيحاء العراقية بيت كل العراقيين الشرفاء والنجباء الى مجزرة حقيقية بكل معنى لكل حرف من هذه الكلمة , حيث تم تنفيذ قرار ايقاف البث الصادر بحقها من قبل السلطات الاماراتية بدون وجه حق او مبرر مهني او اخلاقي , واننا وكخطوة ( حضارية أولى ) نناشد حكومة دولة الامارات العربية بالعدول عن هذا القرار الغريب وافساح المجال الكافي والقانوني والمعنوي لقناة المظلومين والفقراء الفيحاء العراقية الاصيلة التي تميزت بواقعيتها وانحيازها لكل العراق دون استثناء وبمحاربتها للتطرف والعنف والارهاب, بذات الوقت الذي نطالب فيه ايضآ السلطات الاماراتية بالنظر الى هذا الامر كما هو معروف عنها دائمآ بالحكمة والتروي والبصيرة الكبيرة , وان لاتنظر الى الامور بعين واحدة وان الاتعطي مسامعها الى " الناعقين " الطائفين الحاقدين على كل ماهو عراقي أصيل مثل بيت العراقيين الفيحاء الاصيلة .

اني اجزم ان 85% من الشعب العراقي والذين هم ابناء العراق الجديد اليوم يشعرون بالحزن العميق والغبن الكبير والصدمة والذهول من اصرار السلطات الاماراتية على تنفيذ هذا القرار الذي يمكن وصفه بالحد الادنى من المفردات بانه " غير عادل " وهو لايتطابق مع نظرة العراقيين الى سياسة وسلوك دولة الامارات العربية والتي نتمنى مخلصين ان تبقى كما هي دائمآ بعيدآ عن التداخل العنصري والطائفي الذي يمارسه البعض من خلال استهداف المعتدلين وصوت الحق والمهنية الاعلامية والرسالة الصادقة المتمثلة بفيحاء العراق ونخلته الجميلة التي زرعت بارض الامارات العربية المتحدة , فكيف يمكن قلعها !!ولمصلحة من دولة الامارات تمس مشاعر غالبية الشعب العراقي .

 

اما الحكومة العراقية المنتخبة والوطنية فان امتحانها الحقيقي والوطني هو في موقفها الواضح والقوي بدعم الفيحاء , وليس بالاماني والطموحات والتصريحات ,فكم كان كبيرآ لو اتصل امس وفي ساعات البث الاخيرة للفيحاء وعلى الهواء مباشرة السيد الطلباني او السيد المالكي ليعبر وبصوت عالي عن تضامنهم مع ابناء شعبهم ومحنته الحقيقية التي يشعر بها الحليم مع كل نبرة حزن وألم في اصوات المتصلين والمتداخلين , وفي عيون وصوت دمث الاخلاق والانسان والوطني الاعلامي د. محمد الطائي وفي صوت وعيون المبدع العراقي الاصيل صاحب الالتفاتات الرائعة د. هاشم العقابي , وهم يقدمون الساعة الاخيرة من البث وبشكل مباشر , ومن خلفهم وفي الكواليس اصدقاء واخوة غاية في الروعة والابداع وحب العراق والعراقيين مثل ابو فراس الحمداني وعلي الشايع والسيد المظفر وغيرهم الكثير من الذين نذروا انفسهم لايصال صوت العراقيين النجباء .

ان هذا الاتصال لو كان جرى من قبل السيدين الطلباني والمالكي لكان له وقع كبير في نفوس العراقيين , لايقل عن الوقع الكبير الذي أحدثه السيد الطلباني وهو يتبرع بالالاف من الدولارات الى شاعر من المغرب العربي .او الالتفاتة الانسانية الكبيرة للحكومة العراقية وهي تتبرع بثلاتين الف برميل قابلة للزيادة الى ستين الف برميل من نفط العراقيين الى الاردن " الشقيق ". ان من واجب رئيس الدولة ورئيس الحكومة ان يقفوا وبشكل واضح مع الفيحاء في محنتها هذه خاصة وهي تمثل الالام واوجاع العراقيين والجميع صعد وحصل على منصبه تحت شعار كرامة والالام واوجاع العراقيين , وايضآ مطلوب موقف واضح وصريح من البرلمان العراقي وليس مجرد تصريحات اعلامية لاتغني ولاتسمن من بعض اعضائه . يجب ان يكون موقف رسمي واضح وشفاف وصريح فهذا العراق وهولاء في بيت الفيحاء هم ابنائه الطيبين . يجب ان يكون واضحآ ان العراقي لايمكن ان يكون كما كان في عهد الصنم الساقط مستباح الكرامة والاماني والطموحات في البلدان الاخرى وليس هناك من يتابع اموره او يدافع عنه , وكأن الشعب في واد والحكومة في واد اخر يجب ان تعمل الحكومة على جعل حد فاصل واضح وكبير بين العهود السلبية السابقة والعهد الحالي ,و ان أقل واجب قانوني ودستوري واخلاقي يجب ان تقوم به الحكومة والبرلمان العراقي المنتخب هو الدفاع عن حق الفيحاء في استمرار بثها وحرية افرادها في عملهم المهني من الامارات او المعاملة بالمثل , مع الاشارة الى أننا كمتابعين لم نسمع او نلاحظ اي صوت او دور لسفارة العراق في دولة الامارات العربية بخصوص هذا الموضوع وكأن الزمان لم يتغير ومازال واقفآ الى ماقبل التاسع من نيسان 2003 عند البعض , وهذه اشارة خطيرة وكبيرة تستحق التوقف عندها عن دور السفارات العراقية في الخارج هل هي في خدمة المواطن العراقي او امورآ اخرى!! أن الفرصة مازالت قائمة ان تتدخل الحكومة وبشكل رسمي لاعادة الامور الى نصابها الصحيح , واني احسبها فرصة كبيرة للحكومة والبرلمان المنتخب ان يقول كلمته الوطنية الحقيقية في مثل هذا الهم الوطني الحقيقي .

 

نعم أظلمت شاشة الفيحاء وأختفت صورتها المميزة وصوتها الوطني والانساني منذ حوالي اربعة وعشرين ساعة , ويعز علينا والله ان نذكر ذلك , لكن عزائنا أن الفيحاء لايمكن ان تختفي الى الابد وان  صوتها الاصيل لايمكن خنقه لان دنائة وخسة وطائفية اعدائها وخصومها هو وقود استمرارها مثل الصنم صدام وطه الجزراوي وبرزان التكريتي ونجيب النعيمي وخليل الدليمي والعرموطي  وعبد الباري عطوان وغيرهم من الاوباش الذين  ارتضوا ان يكونوا خصومها بهجومهم العلني والمتكرر على قناة العراقيين النجباء . وفات عليهم جميعآ ان روح الفيحاء ونشاطها المتميز مستمد من ارواح ومعنويات الفائزين من المظلومين والمذبوحين والمحرومين والفقراء والمضطهدين ومن عوائل واهالي الشهداء والامهات العراقيات الثكالى  في العراق , ان ارواح الذين دفنوا في المقابر الجماعية لنظام الصنم الساقط  والمفقودين أحسبها اليوم تشكوا الى الخالق جل جلاله مصادرة وحرمان صوت منبرهم الانساني الحقيقي من على شاشة الفيحاء التي كانت وستبقى موطن كل فقير شريف طاهر في الارض . سوف تبقى الفيحاء وستعود اقوى واكثر ارتكاز مادام نخيل البصرة مازال مثمرآ ومازالت حناء الفاو تعطي ثمارها وجبال كردستان تلوح سلامآ لها واهوار الجنوب متعطشة لاحتضانها وعنبر الفرات الاوسط تحني سنابلها حبآ بها وبركات مراقدنا المقدسة تحيط بها. ولم ولن نسمح ان تكون الفيحاء احد ضحايا المقابر الجماعية في العراق  . وللحديث بقية ولن نسكت .

محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
madhloom
2006-10-11
عجبي وأستغرابي لماذا لم يكلف أحدهم أن يقف مع الفيحاء وكوادره في الوقت الذي كان الجميع يلهث لكي تتم أستضافته من قبل كوادر الفيحاء حينما كانوا يعملون في قناة أي أن أن اللندنيه ماذا حدث ؟؟هل الحكومة تحابي البعثين والسلفيين ؟أم ان الفيحاء مشبوهة وهي تحث على قتل العراقيين؟ ولكن الجواب هو من يأتي من أبن الشارع البسيط الذي يعرف بأن الفيحاء وعلى الرغم من أمكاناتها الضعيفة والمضايقات كانت تنقل الهم العراقي وبكل شفافيه غير مكترثة بالتهديداتالتي كانت تأتيها من هنا ومن هناك,ولكن المظلوم بس ألله وحده
الدكتور يوسف السعيدي
2006-10-10
من اعماق الهور العراقي ... وبدون مقدمات نقول لحكام الامارات اننا لن نسكت ... واغلاق قناة الفيحاء ضربه غير موفقه... للواقفين وراء هذا الاجراء التعسفي ضد العراقيين... ودخول الحمام مش زي خروجه لا زال الوقت امام المسؤولين في الامارات للتراجع عن هذا القرار ... لكن المهله قصيره وقصيره جدا ... تراجعوا تسلموا.... تراجعوا تسلموا... يا شيوخ ويا حكام ان بيت العنكبوت رقيق جدا جدا جدا .. ننتظر الرد منكم...
jaber
2006-10-10
للان اغلب العراقيين يشعرون بالدونيه والضعف والهوان والا لكان هؤلاء الاعراب لما يتجاوزون حدودهم بالاعتداء على مشاعر اسيادهم العراقيين فهؤلاء البدو الرحل الذين علمهم العراقيين الادب والثقافه والشعر وكل شيء ينقادون لاوامر هيا ال0000 لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك