المقالات

الطفرة النوعية

1727 23:09:00 2006-10-10

( عبد الكريم الجيزاني )

شكل قرار تشكيل اللجان الشعبية الذي تضمنته وثيقة العهد(وثيقة رمضان)الموقعة من قبل قادة الكتل السياسية خطوة جريئة وإيجابية وهي بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح لبلورة لجان من الكتل السياسية وعلماء الدين والعشائر والقوات الوطنية العسكرية العراقية تأخذ على عاتقها في المستقبل القريب إن شاء الله التصدي لزمر التكفير والارهاب في اغلب مناطق العاصمة بغداد لوقف نزيف الدم وإيقاف التدهور الامني الذي تسببه بقايا النظام البائد والتكفيريون الذين عبروا الحدود من دول الجوار وأشاعوا الموت والخراب في ربوع الوطن العزيز مستغلين ومتذرعين بتواجد القوات الاجنبية-حسب إدعاءآتهم الكاذبة- فراحوا يزرعون الموت والدمار تحت مظلة الطائفية البغيضة وتحت ستار اكثر سوداوية لعودة المعادلة الظالمة التي حكمت العراق بالحديد والنار لاكثر من ثمانية عقود مضت .

هذه اللجان ولكي لاتعطي الذريعة للمتربصين بها وصيادي المياه العكرة لا بد أن تعمل ضمن آليات محددة ومدروسة وخاصة في عملية اختيار عناصرها المخلصة البعيدة عن كل ما يجعلها فريسة سهلة لاعداء العراق والعراقيين وعلى الكتل السياسية التي تدير العملية السياسية ان تشرع فوراً باختيار هذه العناصر الكفوءة التي تحمي دم المواطن وكرامته وعزته وأن لا تكون بديلاً عن المجاميع المسلحة التي عاثت الفساد في الارض اذ لابد أن يدخل هؤلاء المتطوعون في هذه اللجان الى دورات متخصصة عسكرية وأمنية وسلوكية ليتسنى لها العمل ضمن اطر إنسانية ووطنية وعقائدية لدعم وإسناد قواتنا العسكرية الوطنية لحفظ الامن داخل المناطق التي ستتواجد فيها.

إن اول من دعا لتشكيل هذه اللجان بعد دراسة واسعة ومستفيضة هو مجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ممثلاً بقائد المسيرة السيد عبد العزيز الحكيم الذي اوصى في اكثر من مناسبة وشدد مرات عديدة على تشكيلها باعتبارها الاعرف الاعلم بحال مناطقها فلا يمكن للغريب أن يدخلها لينفذ جرائمه ضد مواطنيها كما كان يفعل الارهابيون في الفترة السابقة.

ان القرار الذي أتخذته وثيقة العهد جاء مصداقاً لما ذهب اليه السيد رئيس المجلس الاعلى في هذا الطرح وأثبت صحة البرنامج ووضوح الهدف الذي سعى اليه لوأد الفتنة وتطهير مناطق بغداد من هذه الطفيليات والطحالب وإجتثاثها لينعم العراق بالامن والاستقرار، لذلك عدها سماحته قبل أيام بأن تشكيل هذه اللجان طفرة نوعية في التصدي للارهاب ووقف التدهور الامني الحاصل الأن، ولو أن اصحاب القرار الذين وقعوا الوثيقة اخذوا بهذا الطرح وحملوه على حسن النية الصادقة والهادفة لما استطاع الارهابيون من تنفيذ جرائمهم على مدى الاشهر الثلاثة الماضية عندما نادى سماحته بضرورة تشكيل هذه اللجان الشعبية ولما أهدر الوقت ولاقتربت ساعة الخلاص من شرورهم وجرائمهم.

نقول إن على الفرقاء الذين دخلوا الى العملية السياسية أن يضعوا ثقتهم الكاملة باخوانهم العراقيين البناة الحريصين على وطنهم وشعبهم، فهم الذين قارعوا الدكتاتورية والاستبداد وضحوا بالغالي والنفيس لتحرير الشعب العراقي من الظلم والقهر ودفعوا ازاء ذلك اغلى التضحيات بالانفس والاموال والوقت. فهم ليسوا طلاب دنيا ولا طلاب منافع خاصة وإن منفعتهم الحقيقي تكمن في منفعة الشعب العراقي بكافة اطيافه وطوائفه وهذا ليس منة منهم على احد فهو تكليفهم الشرعي والوطني والاخلاقي إزاء ابناء شعبهم المظلوم. وعلى الآخرين أن يشدوا على ايدي المخلصين في مقارعتهم لفلول الارهاب الاسود وتخليص البلاد والعباد من شرهم ودمارهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك