المقالات

هل سيصحوا اهل الجنوب من اجل اعماره !!!

1819 02:04:00 2006-10-11

بقلم : عراقيـــة

ان كل مجتمعات العالم وعلى مر العصور لا يمكن ان تتطور وترقى بشعوبها ان لم يكن هناك اصوات تنتقد وترفض السلبيات التي تراها في سبيل القضاء عليها وتغييرها نحو الافضل والاهم هو من يستجيب لتلك الاصوات وهذا يعتمدعلى مدى تفاعل المسؤوليين وتعايشهم مع مأسي الناس والمصاعب اليومية الاقتصادية والامنية والخدماتية التي يمرون بها ولكن مع الاسف تغاضي مسؤوليينا عن الاهتمام بهموم الناس ومشاكلهم زادت من تذمر الغالبية العظمى عليهم وكأنهم يعيشون بواد والشعب بوادي اخر .  المشكلة في العراق تكمن في ان النفسية ليست هي ذات النفسية العراقية الاصيلة التي جبلت على المروئة والشهامة والايثار . ففي الاعم الاغلب تطغى الانانية والمصلحة الشخصية على المصلحة العامة ونادرا ما يوجد مسؤول يتابع مشاكل المواطنين ليحاول مساعدتهم. وهذا يرجع الى ان صدام ونظامه البائد نجح اضافة الى تدميره البنية التحتية  في ان يغيير ويدمر نفسية الانسان العراقي من داخله وعلى مدى عقود, فاصبحت المصالح والهم الشخصي تتفوق على المصالح والهموم العامة نتيجة الحاجة والفقر وقلة المادة المتوفرة في الاسواق بافتعال الازمات الواحدة تلو الاخرى فكان هم الناس وهدفهم في كيفية الحصول وتامين المادة للشخص ولعائلته لصرفهم من التفكير بامور يمكن ان تؤثر على الوضع السياسي. ومن توتر الوضع الامني العام الذي جعل من الاب يتخوف الكلام امام ابنه والاخ امام اخية , وهكذا بدأ التفكك العائلي واختفاء الاخلاق والمثل العليا التي كان يتميز بها العراقي دونا عن غيره من بقية العرب . وبنشر البطاله والفقر والامراض الاجتماعية كالرشاوي والمحسوبيات والغش والتحايل ومشاكل اخرى كالتمييز الطائفي مثلا بدأت الفساد يدب ويتغلغل بالمجتمع ككل على مدى حكم البعث والذي تكرس اثناء حكم صدام الذي حاول ان يعادل بين ما تربى عليه وبقية العراقيين وقد نجح في ذلك والنتائج نجدها واضحة الى يومنا هذا, كما وبدأت ازمة المواطنة الصالحة وحب الوطن تتلاشى اذا لم نقل تختفى نتيجة لذلك . فنرى الذي يسرق اسلاك الهاتف لكي يبيعها خارج البلد او اسلاك الكهرباء النحاس اوسرقة ممتلكات الدولة من اجل الاستفادة من بيعها  واما تهريب النفط فعلى قدم وساق في الشمال والجنوب او الذين يستهدفون المنشأت المدنية باعمالهم الارهابية دليل على انهم اعداء لهذا الوطن ولا يوجد ما يربطهم به بتحليلهم الاعمال الاجرامية التي يقومون بها من اجل تاخير نهضته وابقائه على حال التخلف والجهل والمرض ما دامهم مستفادين من حال التخلف هذه .  ولمكافحة الفساد هذا الامر الخطير والذي يقف عائقا امام اي عمل يمكن ان تقدم عليه اي فئة اصلاحية, يجب القيام بثورة تغيير للكثير من المفاهيم الدخيلة التي اتى بها البعث وانتشال الشباب وتقويم مسارهم بالرجوع الى المفاهيم الدينية الصحيحة التي علمها  اصحاب المدرسة المحمدية الاصيلة للبشرية جمعاء والبحث عن الشرفاء من الذين يمكن ان نعتمد عليهم في بناء الوطن واقصاء الفئات التي زرعها النظام البائد والتي تجاوزت على جميع الصلاحيات القانونية والادراية وعششت في اماكنها بعد ان سرقت ما سرقت من ثروة العراق والتي استثمرتها في هذا الوقت وهي السبب في استمرار الفساد الى يومنا هذا .فمثلما بدأت عشائر الانبار بصحوتها ضد الارهاب نهيب بعشائر الجنوب العربية الاصليه وخاصة الذين صمدوا امام حملة النظام السابق في نشر الفساد ان تهب للمساهمة في محاربة كل ما هو متوارث والذي يراد منه ابقاء الحال على ما هو عليه . وعلى الحكومة مد يد العون لاهلنا في الجنوب من اجل النهوض بواقعه المزري بالاعتماد على العناصر التي تؤثر مصلحة العامة على مصالحها الشخصية وابراز هذه العناصر المخلصة من اجل اتخاذهم قدوة واعطائهم مناصب قيادية, وابعاد مخلفات البعث التخريبية من مركز القرار والبناء . وهذه مهمة والتكليف الشرعي للشرفاء من شيوخ العشائر بعيدا عن ( الواسطات ) والاعتماد على الانفع لخدمة البلد  وذلك لمعرفتهم بالكثير من العوائل المتعففة والتي عاشت بشرف وعزة فيما سبق  رغم كل ظروف الحرمان والضغوط النفسية التي مرت بها , وفسح المجال امام ابنائهم اصحاب الخبرة والكفائة لقيادة مسيرة البناء والتعمير على اسس سليمة .  فهم الامل للنهوض بمسيرة البناء وهم الاحرص على اتمام ذلك . كما ويجب ان تبادر العشائر بابعاد كل مظاهر الفساد من دوائر الدولة ومراكز القرار . اكثر من ثلاث سنوات مرت والمناطق الجنوبية خاليه من الاعمار والبنى التحتية من سيئ الى اسوء رغم الظروف الامنية الجيدة فيها . اما الحكومة فانها تنتظر الانبار ومتى يتم تطهيرها من الارهاب لكي تبدا حملة ضخ الاموال والاعمار فيها واصلاح البنى التحتية وصرف التعويضات لكي لا يشعر اهلها بتغيير نمط معيشتهم , والى ان يتم ذلك يستطيع اهل الجنوب في مناطقه الامنة والخالية من اي اهتمام من قبل الحكومة باعادة بنيته التحتية  ان يصبروا ويتصابروا باعتبار انهم لم يلاحظوا فرق ما قبل السقوط وما بعده من حيث الاهتمام بالبناء والاعمار اذا لم نقل مزيد من الخراب والدمار . فما زال اهلنا في الجنوب يفتقدون الى المياه الصالحة للشرب او مشارع الصرف الصحي واما الكهرباء فتاتي مثل الغريب , كما ان هناك نقص في الرعاية الصحية وفي توفر المدارس لكافة المراحل الدراسية اما الطرق فمازالت طرق ترابية في معظمها , فعلى مجالس المحافظات ان تضغط وبشدة ومن خلال ممثليها في مجلس النواب بالمطالبة بحقهم في اعمار مدنهم والتي من  المفترض ان تكون في منتصفها لو قدر لها العمل .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك