تتناقل الاحداث بشكل متواصل ولايكاد يوم يمر الا ونسمع فيه بوقوع الحوادث جراء اصتدام السيارات او انقلابها ، مما يحدث اضراراً بالغة في البشر والسيارة ، واذا تعمقنا اكثر بمسببات تلك الحوادث تجد اغلبها رداءة الشوارع الرئيسية في المحافظات مع السرعة الزائدة لدى بعض السواق الغير آبهين بعواقب سرعتهم ، والتي ما تنتج في النهاية الى الشعور بالندم طوال حياتهم اذا ما بقوا على قيد الحياة . الملفت للانتباه والذي جعل له تسمية واحدة في جميع المحافظات هو طريق الموت ، وتأتي تلك التسمية بسبب كثرة الحوادث التي تحدث على ذلك الطريق ، حيث ازدادت اعداد السيارات بعد 2003 بشكل ملفت للانتباه ، يقابلها عدم اهتمام الدولة بتطوير الطرق خصوصاً الرئيسية منها من خلال نوعية الطرق الرئيسية ومطابقتها للمواصفات العالمية من حيث نوعية المادة التي تعبد بها الطرق ، بالإضافة الى قياسات الشارع نفسه والجوانب الخاصه به ووضع الاحتياطات للسائق في حال حدوث امر غير متوقع او طارئ . امست حوادث طرق الموت تحصد ارواح المواطنين بشكل مقارب لما حصده الارهاب طوال الفترة الماضية ، وبعد كل حادث يذهب ضحيته العشرات يضج الاعلام بنقل صور الحوادث ، وتنتفض الاصوات التي تدين وتشجب اداء الدولة ودورها المتلكئ في تأهيل الطرق ، لكن بعد برهة قليلة من الزمن فأن تلك الاصوات تبدأ بالانخفاض تدريجياً ، حتى يعم الصمت من الجميع وكأن شيء لم يكن وتأجل المطالبات لحين وقوع الحادث التالي . ان الامر بات مشكلة عقيمة تعاني منه جميع المحافظات والجميع يرمي الكرة في ملعب الاخر ، ولم تخرج جهة تأخذ على عاتقها حل تلك القضية التي بالأساس هي سهلة المنال ، ويمكن ان توضع حلول آنية لها مع وضع استراتيجية مستقبلية لحلها جذرياً ، ويكمن الحل الاني بتبليط الاجزاء المتهالكة في الشوارع وترقيع الحفر الموجودة وسط الشوارع ، والتي تسبب كوارث جسيمة في حال تفاجئ بها السائق خلال السرعة العالية ، يجدر الاشارة ان المادة التي يتم فيها تبليط الشوارع جميعها محلي الصنع ومتوفر ، وهما المكونين الرئيسيين ( الزفت والاسمنت ) ، بالاضافة الى إصلاح الشوارع فلابد من تكاتف الجهود بالحد من ظاهرة السرع العالية لدى بعض السائقين ، ووضع اجراءات حازمة بحق المخالفين والذين يقومون بالتجاوز من جهة اليمين بوضع دوريات على الطرق الخارجية ، اضافة الى تثقيف الناس بعدم السماح للسائق الذي يركبون معه بالسير في السرعات القصوى . اما الحلول المستقبلية فهي تتضمن خطة شاملة بزيادة الطرق وتوسيعها بشكل كبير ، ووضع العلامات المرورية الدالة على جانبي الطريق وتنصيب الكاميرات التي تراقب حركة السيارات مع وضع الاسعافات الفورية في الطرق الخارجية لإنقاذ ارواح الناس خلال وقوع الحوادث ، ووضع الجسور والانفاق لتلافي التداخل في الطرق الرئيسية من المارةِ بشكل مفاجئ . ان تلك الحلول ليست بصعبة المنال اذا ماوضعت الدولة هدفاً لها هو انقاذ الناس من حوادث الطرق ، وخدمة المجتمع ، وتتكاتف فيها الجهود دون التفكير بالحصول على المكاسب على حساب المشاريع ، ووضع شعار خدمة المجتمع عبادة وتقرب الى الله وجعله قاعدة للجميع يعملون عليها ، وليقتدوا بصاحب مشروع طريق السريع الدولي والذي لازالت الناس تترحم على صاحب الشركة المنفذة لإتقانه واحترامه لمبادئ عمله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
