حيدر الطائي
عندما يسمعُ أحد عن مقتل الحسين عليه السلام. فإن أول مايتبادرُ إلى ذهنه هو السؤال( لماذا قُتل الحسين) فيقال له: للدين فيتسائل وماهو الدين؟ وتكون البداية الطبيعية لتعريف الدين وتفهيمه للجيل الناشئ. ومن هنا فإننا نعتقد إن القول بأن الحسين قُتل وأن عدوه مات. فلماذا تكررون المأساة؟ إن هذا القول يكشف عن جهل صاحبه. صحيحٌ إن الحسين قُتل
وصحيحٌ أن يزيد مات. ولكن ليس صحيحًا أن القضية التي حارب الحسين من أجلها ماتت. مثلما أن قضايا الأنبياء التي حاربوا من أجلها باقيةٌ مابقي الدهر. مع إن الأنبياء ماتوا. فهل يجوز لنا أن نطالب بترك ذكر الأنبياء وترك إحياء ماريرتبطُ بهم لأنهم ماتوا؟ تمامًا كما أن أعدائهم ماتوا ولكن منهجهم لم يمت. ولذلك فإن كل فردٍ مرشح أن يكون مثل( يزيد) أو
( عمر بن سعد) أو شمر أو جنديًا من جنودهم. لأن هؤلاء ماتوا بأجسادهم ولكنهم كصفاتٍ خبيثة وكمواقفٍ مُنحرفة لازالوا مرشحين للتكرار. إذن فلابد مواجهتهم بكل الأشكال. ولابد أن نبدأ ذلك داخل النفوس بتكرار قضية الحسين وبسرد مأساته
إن الحسين هو بحق( شهيد المبادئ) ونحن عندما نحيي ذكراه فإنما نحيي مبادئه. لإن الحسين قُتلَ دفاعًا عنها. وإن الذكريات التي لها صِبغةُ المبادئ لها أيضًا ( قدسية المبادئ) وكما لايجوز لنا أن نُطالبَ بحذفِ الذكريات التي يكون لها محتواها المقدس. والذين يتسائلون عن جدوى إحياء عاشوراء عليهم أن يتذكروا إن كل شعبٍ من شعوبَ العالم يكرر شعائر معينة بمناسباته الخاصة. وإن المسلمين على الخصوص يكررون إحياء مناسباتٍ معينة نظرًا لمحتوياتها الفكرية والروحية مثل ذكرى واقعة بدر وذكرى الإسراء والمعراج. وذكرى الهجرة ومناسباتٍ أخرى كثيرة. لإن لها محتوياتها الثقافية. ولأنها تعطي دفوعاتٍ معنوية. تُقربُ الناس إلى أصحاب الذكرى. ولهذا إن منابر عاشوراء كانت على مر التأريخ منائرٌ للإسلام. فهي التي حافظت على تراث أهل البيت. ع. وهو تُراثُ رسول الله ص. ومنعتهُ من الطمس والضياع.
https://telegram.me/buratha
