المقالات

هل شهر صفر شهر النحوسة فعلاً

3076 2019-10-01

حيدر الطائي

 

حل علينا شهرٌ جديد وضيفًا كريمًا وهو شهر صفر الخير.لكن الغريب حقًا والملفت للنظر هو اشتهار هذا الشهر بالنحوسة بين الناس. وهذا الاشتهار غير صحيح بل هو نسيجْ من الأفكار الدخيلة ضمن الموروث الشعبي.

 

نعم التصدقٌ فيهِ حسَنٌ لكنه (أي التصدق) ليس مُختصًا بشهر صفر بل في كل يومٍ من أيام السنة. ولهذا نجدُ العشرات من مراجعنا وعلمائنا الكبار عندما ينتهون من تصنيفِ كتابٍ أو يفرغون من الإجابة على سؤال أنهم يذكرون تأريخ الإنتهاء والفراغ. وعندما يكونٌ في شهر صفر يكتبون عبارة

 (صفر الخير) والظاهر أن سبب وصفهم له بالخير هو دفع ما ارتكز في كثير من الأذهان من أنه شهر النحوسةِ والشؤم

نعم يبقى أمر واحد فقد ذكر نحوسة شهر صفر الشيخ عباس القمي في *مفاتيح الجنان *لكنه قدس سره. لم يذكر السبب أو الدليل. نعم قد ذكر بعضُ الأسباب في كتابه (وقائع الأيام) فقال { أعلمُ أن هذا الشهر عُرِفَ بالشؤم. ربما كان السبب وقوع وفاة رسول الله.ص. في هذا الشهر يوم الأثنين وربما كان الشؤم بسبب وقوع شهر صفر بعد ثلاثة من الأشهر الحرم حيثُ حرّم الله فيها القتال. وقد سُمِح لهم بالقتال في هذا الشهر فكان الناس يتركون بيوتهم ويتأهبون للحرب وهذا مدعاة للشؤم (وقائع الأيام ص185)

 لكن في الجواب هذا مردودٌ في تأسيس الشؤم وإثباته لأنه ذكره على نحوِ الاحتمال الظني الذي لا يُسمنُ ولا يٌغني من جوع. ولأن نفس الاحتمال ضعيف.

أما الاقتران بوفاة النبي (ص) فلا يجعلُ الشهر كله ذا شؤم بل يجعلهُ مقرونًا بالحزن. فشهادة أمير المؤمنين (ع) كانت في شهر رمضان المبارك وكذلك شهادة بقية المعصومين وقعت في أشهر مُختلفة لم يرد فيها أنها أشهرُ شؤم ونحوسة

أما وقوعه بعد الأشهر الحرم فهذه قضية خارجية لا علاقة لها بالشهر نفسه وهو تبعٌ لطبيعة المجتمعات في الأزمنة المختلفة فقد يكون منشأ شؤم لأجل الحرب بالنسبة لبعض العرب في الجاهلية. وقد لا يكونُ كذلك لأقوامٍ آخرينَ من العرب في ذلك الوقت.

يجبُ أن يعلمَ الجميع أن التشاؤم مذمومٌ وغير صحيح اطلاقًا وهو من أخلاق الجاهلية وقد حاربه القرآن الكريم والرسول الأكرم وأئمة أهل البيت عليهم السلام. 

 

وقال تعالى( فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) وهذه الآية المباركة تُعبِّر عن أن التشاؤم والتطيُّر لم يكن عربُ الجاهليةِ يختصون به بل كان سائدًا في أوساط مُجتمعاتٍ سبقتهم.

 وورد عن الرسول الكريم (ص) أنه قال(ليس منا مَن تطيَّر أو تُطيِّر له أو تكهّن أو تُكُهِّن له سحر أو سُحِر له)

 

#النتيجة 👇

 

هذا الظاهرة الموجودة في العرف الشعبي( الشيعي) غير موجودة التراث الشيعي اصلاً. بل هي من الموضوعات التي غُرِست في موروثنا الشعبي. سلام...

___

 

   

            

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك