أحمد كامل
وأنا أراقبُ واتطلع عما كتب عنه في صفحات كثيرة ،
وشهادات عديدة من المقربين منه في ذكرى رحيله، عسى وأن أجد إجابة لتوارد أسئلتي تجاه تلك الشخصية التاريخية ، والتي عاصرناها دون أن نعرف ثناياها ، وأقصد نحن عامة الناس ، ومن هم كانوا غير مدركين الحياة خلال فترة حياته .
قصص حياته مليئة بالعجائب .
وسيرة حياته تعطيك لمحةً يسيرة ، وتطلع على مشهد يمثل آل بيت النبوة ، من الزهد والتقوى والصبر والعشق الإلهي.
شخصية عند المرور في سيرتها تتمنى أن تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ، شخصية في طياتها عالم عميق من الروحانيةِ ، وتجعلك هائم في تأمل لا حدود له ، تنقطعُ فيه عن الدنيا وملذاتها ، تعرف قيمة الإنسان من خلالهِ ، وتتعرف على صفات أصحاب الأئمة من صفاته .
يذكرُ عنه في زهده وتقواه أن ذات مرة اشتهت نفسه أكل البطيخ فجلب واحدة ووضع عليها ملحاً ، فاستغربتْ زوجته عن سبب ذلك بتغيير طعم البطيخ ، رد عليها إني اعاقب ُ نفسي للكفِ عن ملذاتِ الدنيا ، واكبحُ لجامها كي لا تسير في عنانها.
قائد ثورة أشبه بمعجزة في إقامتها، تبعه الملايين بدأ بنهضة عملاقة في التطور على الرغم من مجابهة جميع الدول ضده ، وحد َ بين طوائف إيران ومذاهبها ، لم يستثني أحد في الحصولِ على خيراتِ بلده ، والدليل على ذلك عند زيارتنا لإيران لا يمكن التفريق بين الإيرانيين من خلال مناطقهم ولا يمكن معرفة مذاهبهم ، فالجميع يعيشون تحت حماية القانون دون تمييز .
ومن أمثلة زهدهِ أيضا ، فقد عاش ورحل وهو يعيشُ في منزل مستأجر ، ولم يشتري منزلاً او يستملك ُ وهو زعيماً للثورةِ الإسلامية.
ولم يقفُ عند حياته فحسب بل كانت من ضمن وصاياه ، أن لا تمنح مراكز سياسية أو قيادية لأسرة بيت الخميني حتى لايستغل هذا اللقب في أمور دنيوية .
فكان شديد الحرص على إقامة دولة العدل الإلهي في إيران ، والتحضير لاقامتها في العالم أجمع من خلال صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر المهدي عجل الله فرجه الشريف .
ومن أمثلة قوة صبره ورباطة جأشه ، أن خبر استشهاد نجله السيد مصطفى خميني عندما اغتيل في العراق ، جاء الخبر للأمام الخميني وهو يحاضر في محاضرة دينية عندما همسوا في أذنه نبأ استشهاد نجلهم ، هز َ رأسه وقال دعوني الآن أنهي محاضرتي .
وعن معاجزه قيل أحد الأطباء المشرفين على علاجه ، أن الإمام الخميني قد أصيب بمرض سرطان المعدة ولأسباب مجهولة توقف عنه المرض في سنة ١٩٧٩ ولأسباب مجهولة أيضا عجز الأطباء عن معرفتها أن المرض عاود نشاطه سنة ١٩٨٩ ، وكأن المرض كان يعرف أن الثورة في بدايتها ويجب ان توضع لها الأسس المتينة على يد زعيمها وقائدها الإمام الخميني .
كذلك من معاجزه بعد وفاته أختلف المجتمعين حول مكان دفنه ، وضاقت بهم السبل بسبب السيول المليونية البشرية والتي اعاقت تحركات الجنازة ، حتى اضطروا لدفنه في مقبرة الشهداء مكانه الحالي ، عندها تذكروا دعاؤه الدائم ( اللهم اقبلني مع الشهداء ) .
رحل روح الله الخميني تاركاً خلفه دولةً تقفُ بمصاف الدول العظمى وشعبا ً ابيا ً يقف خلف ثورته بقوة وإصرار ٍ قلَ مثيله .
قد أكون عاجزاً عن التحدث عن شخصية مثل الإمام الخميني ، لكن هذا ما استطعت معرفته بشكل أيسر اليسير ، من خلال الذين عاشوا بقربه ، وهناك مئات القصص والروايات التي تتحدث عن سيرة الإمام يعجز عن تلخيصها مقال محدود.
https://telegram.me/buratha
