حيدر الطائي
يأتي هذا الإلحاد من خلفية اجتماعية. بالمعنى الواسع للمجتمع. وليس إلحادًا عقليًا إن صح التعبير. فهو بمثابة إعلان غضب على الله. وهؤلاء ينظرون إلى بؤس مجتمعاتهم وانحطاط ما هم فيهِ على إنه نتاج التمسك بالدين. وتراهم في مقارنة دائمة بين مجتمعاتهم وبين المجتمعات الغربية المنعتقة من الدين ويعزون تطورها لذلك.
ومن الطريف أنهم لايشيرون أبدًا بكلمة الغرب إلى دول أوربا الشرقية أو الوسطى التي لاتختلف عنهم في بؤسها بل دائمًا يشيرون إلى دول الغرب الغنية التي بنت تراثها ومجدها على دماء الشعوب الفقيرة والتحكم بها.
ودافع هؤلاء للإلحاد دافعٌ إجتماعي. وهو أنه لوكانت هذه الديانات إلهية لما صح لها أن تكون بمثل هذا السقوط. وبهذه الدرجة من تفشي النفاق. بالتالي فإن الأديان مجرد "أفيون للشعوب" لابد من الانعتاق منها كونها السبب في التخلف والبؤس. وهؤلاء يخلطون مابين طبيعة النفس الإنسانية الميالة لأستخدام الغير والامّارة بالسوء ومابين الدين.
وما بين العادات والتقاليد المبنية على ظروفٍ إجتماعية مختلفة ومابين الشريعة الدينية. خصوصًا وإن كان هذا الدين وليد السلطة الغاشمة كما هو الحال مع بعض الأديان والمذاهب الدينية. فيحملون الله وزر هذا التخلف ليبرروا كفرهم به. لكون ماهم فيه بتصورهم نقيض العدل أو اعتزازا بالهوية القومية التي يتصورونها ندًا للهوية الإسلامية التي يرفضونها. وكنوع من تسجيل الاعتراض على هذه الحكومة الدينية أو تدخلات مايدعونهم برجال الدين.
وكذلك "دوكنز" كثيرًا ما يستدل بسلوكيات إجتماعية على زيف الأديان وكذبها. وهذا من عجيب القياس ومخالفة المنهج العلمي الذي يفترض به أن يحاكم الأسس لا أن يحكم على الظواهر. ولاينطلق من السلوكيات في نفي العقائد قبل بحثها منهجيًا.
يُتبع في الحلقة الرابعة....
https://telegram.me/buratha
