حيدر الطائي
اتسمت نشأة الإمام الصادق عليه السلام وهو في عنفوان الشباب بالظواهر المتطورة التي اصطبغت بها بيئته العلمية وشاع من ذلك ماتجاوز به الحدود الخاصة إلى المعرفة العامة بما أسفر عنه التلقي اللامع من آفاقٍ جديدة في الريادة والمنطلق حتى اعتُبرَ فيها المبتكر الأول والمؤسس القائد
وقد ظهر من هذه الموجات المتدافعة في تيارها المعرفي الزاخر. ذلك الشعاع الهادي الذي ارتفع بمستوى عطائه إلى الذروة ويُظاف إلى هذا كله شخصيته في القيادة فهي تفرز بقابلياتها مظاهر الزخم الحضاري. فتزيده إقرارًا ورسوخًا وهي تقدر بحساباتها الدقيقة المضينة مدى الإفادة من مراحل الفكر المتدرجة لإضاءة درب السائرين في رحلة استقراء منهله الفكري الأصيل الحضاري. وقد بلغ المد العلمي للإمام إلى القمة وكان في الاعالي وقد أشير إليه بالبنان وهو ماجعله يحتل المركز الأسمى في تأريخ الإمامية حتى بُنية القواعد التأسيسية للمذهب ببركة فيوضاته القدسية واطلقت عليه تسميات مثل( المذهب الجعفري. والفقه الجعفري والفكر الجعفري والقضاء الجعفري وفلسفة الصادق ومدرسة الصادق) مما يطول معه التعداد إلا إنه يكشف عن عباقرة الإسلام. والصادق عليه السلام منهم في الرعيل الأول المتقدم.
مهما كتبنا من دراسة فاحصة في مجالات الكمال الفكري والثقافي والحضاري والتوعوي والاصلاحي في سمات إمامنا الصادق لم نصل إلى فيوضات بحره العلمي الزاخر
ولهذا قامت الحركة الشيطانية الشريرة الطاغية المجرمة المتمثلة بالدولة العباسية من التخلصت منه حسب زعمها
وهي لاتعلم إنه باقٍ وسيبقى على مدى الدهور والأزمنة والأيام وسيُنقش إسمه في كل حقل حياتي فكري وثقافي وديني لأنه أمةٌ في رجلٌ مُقدس سلام الله تعالى ورضوانه عليه.
https://telegram.me/buratha
