أحمد كامل
إنفتحتْ الأبواب على مصراعيها أمام الحريات العامة والإلكترونية ، وشاهد العراقيون مالم يشاهدونه من قبل ، ومواكبة الثورات الإلكترونية المتسارعة في العالم ، وأصبح العراق من الدول الأولى ، ويقفُ في مقدمة الدول من ناحية دخول كل ماهو جديد في عالم التكنلوجيا ، بعدما كان العراق معزولا ً تماماً عن العالم الخارجي ، ولايملك العراقيون سوى تلفازا ً واحداً يجمع العائلة ، ولساعاتٍ محدودة ، وقناتين تتغنى بالقائدِ الأوحد في أغلبِ أوقات البث .
ومع التطور التكنولوجي ، تزايد معه كل ما يتعلق بها ، من أجل زيادة الطلب على تلك الأجهزة والعودة بالفائدة الربحية لشركات الإلكترونيات المصنعة ، فإزداد معها تأسيس الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي ، والتي أتاحت للفرد أن يتواصل مع العالم الخارجي ومتابعة الأخبار والأحداث اولاً بأول ، كذلك استخدمتْ مواقع التواصل الإجتماعي لزيادةِ التعارف بين الناس داخل البلد الواحد ، أو بين شعوب العالم ، ولمزيدٍ من العلم أن تسمية المواقع بهذا الإسم هي نابعة من التواصل بين الناس ، وصارت تغني الفرد في التواصل والتفاعل مع المجتمع بصورته الطبيعية واللجوء إلى التواصل الإجتماعي الافتراضي ، مما وفر للفردِ الراحة والوقت والسرعة في معرفة كل ما يدور حوله .
لكن شابت ْ تلك الإيجابيات سلبيات عديدة أدت إلى وقوع المجتمع بمشاكل ورذائل لم يسمعوا عنها من قبل ، وهذا سببه الرئيسي هو المجتمع لاغير ، ولايشترك معه أحدا ً بذلك ، فتركِ الإيجابيات واللجوءِ إلى السلبيات والأخطاء تؤدي بالمجتمع انحدارا ً أخلاقيا ً مخيفاً ، يزدادُ معها مستقبلا ً مجهولاً ينذرُ بخطر ٍ وشيك لا يحمد ُ عقباه ، فما يحدث في مواقعِ التواصل الإجتماعي هو خرقٍ للحريات بحدِ ذاته ، فالكلمات ِ البذيئة والسبِ والشتم ِ المتواصل دون رقيب او حسيب يعتبر هتكا ً واضح لحريات الفرد ، فتكاد أن تكون سلبيات مواقع التواصل الإجتماعي أكثر من ايجابياته ، بسبب غياب حارس البوابة الإعلامية لتلك المواقع ، مما تجعلها ساحة مفتوحة لكل ِ من هبَ ودب .
فإن ما يحصل في التواصل الإجتماعي جعل الكثير من الطبقاتِ المثقفةِ مغادرتها ، أو الدخول لها بصورة نادرة ٍ للإطلاع فقط على مستجدات الأمور .
إن ماتطرقت إليه المرجعية الرشيدة ترى فيه خطراً محدقاً بالمجتمع عموماً وبالشباب خصوصاً ، لذا لابد من تأسيس جمعيات ومنظمات اهلية يهدف عملها على مراقبة ما يدور في تلك المواقع ، ونبذ العنف فيها وحذف الخطر منها ، وحماية المجتمع من السقوط في الرذائل ، وتفعيل آلية الحذف الألي لكل مصطلحات السب والشتم والقذف من التواصل الإجتماعي ، ويعتبر ذلك من جوهر مسؤوليات وزارة الإتصالات .
https://telegram.me/buratha
