المقالات

طعن الإسلام بكذبة الدولة المدنية..!


رأفت الياسر

 

عشنا مع العلمانية ودعاتها ونحن نعرف على نحو الاجمال ان هدف العلمانية هي فصل الدين عن المجتمع في حقيقتها وعن السياسة في ظاهرها..

عموما لا يوجد شك في تعريف العلمانية بالمجمل. ولكننا اصبحنا على مصطلح فضفاض وهو المدنية.

في العمل الثقافي والفكري من اخطر ما تواجه في عملك هو المصطلحات المعومة. فما هو تعريف الديمقراطية؟ ماذا يقصدون بالحرية والارهــاب؟

اذا ما ارادوا احتلال بلد اتهموه بالارهــاب حتى وان كانوا يمارسونه..لا احد يستطيع ان يقف بوجه هؤلاء لأنّهم وبكل بساطة يمتطون تلك المصطلحات الغير واضحة والغير محددة.

حسناً؛ ماذا يقصدون هؤلاء بالدولة المدنية؟

لستُ ضليعا في اللغة العربية والعلوم السياسية. ولكن استطيع الجزم أننا أمام مصطلح معوم وغامض ولا احد يملك الجرئة على تعريفه بشكل دقيق ولا يوجد تعريف محدد له.

فإذا كانوا يقصدون بها الوجه الاخر للعلمانية وهي فصل الدين عن المجتمع والدولة، فلماذا لا يصرحون بذلك علناً؟

هل هذا اسلوب جديد لتسويق العلمانية التي تحضى بنفور نسبي لدى المجتمعات الاسلامية؟ او يقصدون مثلا بها الدولة المنزوعة السلاح على فرض ان العسكرية نقيض المدنية. فتقول فلان مدني واخر عسكري..!

وبهذا المعنى لم يأتوا بشيء جديد لان الحكم في العراق مدني وليس عسكري.

في مقالي هذا لا اشتبك مع احد وانما اتسائل  ماذا تقصدون بالدولة المدنية؟

اذا تحاذق البعض وقال نقصد بها دولة المؤسسات! فهل الاسلام يتعارض مع دولة المؤسسات؟!

هل الاسلام يمنع قيام الوزارات والتنظيم المؤسساتي والهيكليات الادارية المعهودة وهو قد مارسها في بداية نشؤءه؟

هل الاسلام يمنع الانتخابات وتشكيل الحكومات بما يناسب الشعوب واختلافاتها؟

من ينكر ذلك هو لم يفهم الاسلام حقا ولا يعرف مرونة الاسلام في ذلك، ولا يعرف ان شرط الاسلام المؤسساتي قائم وبكل صرامة على الكفاءة والنزاهة والتي يسميها بالتقوى

نعم هذه التقوى الادارية .. كفاءة ونزاهة

اعيدوا تعريف المصطلحات، فالاسلام لا يتعارض مع دولة المؤسسات ولا يفرض على المجتمعات نفسه دون تكون ان مستعدة له!

نحن نعيش غربة في زمن أفل فيه نجم مطهري والصدر ، ونحن بحاجة لتلك الانوار المضيئة التي تنير للامة ما اختلط عليها.

من يستنكف من الاسلام فهو كمن اعرض عن ذكر الله ومن يعرض عن ذكر الله فان له عيشا ضنكا وقاسيا وحياة بلا كرامة.

او لا يستنكف وانما يريده اسلاما طقوسيا لا يتعدى عتبة المساجد والعتبات ولا يتعدى لطم الصدر وفج الرأس

طبعا  لايفوتنا ذكر جماعة من الناس وعن حسن نية ارادوا تصدير الاسلام وجعلوه يركب موجة الدولة المدنية الافتراضية المزعومة

فبما ان السوق لهذا المصطلح لماذا لا نقول كما يقولون وندعي كما يدعون ونطالب بالدولة المدنية، كما تروج لذلك منظمات السفارة الامريكية؟ بحسب هؤلاء الاخوة المساكين!

والاسلام في ذمتكم..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك